عنوان الفتوى : علاج الوسواس الإعراض عنه
أنا دائما أعاني من الخوف أخاف دائما من العقاب والنار وعندي خوف دائم من أن أموت وأنا كافر والعياذ بالله يعنى أخاف أن لا أموت على الإسلام ودائما تأتيني هواجس بشان الدين وتسألني نفسي هل أنا على الدين الحق هل من الممكن أن تكون المسيحية أو اليهودية مع ثقتي الكاملة والحمد لله من ديني ولكنها ظنون وأفكار هل أنا محاسب عليها مع أني سمعت أن الخليل إبراهيم لم يطمئن قلبه حتى أتي بقصة الطير المعروفة وأنا الحمد لله مطمئن لأني لم أجد كتابا على وجه الأرض مثل القرآن ولا دين أفضل من الإسلام فكلما قرأت كتب اليهود أو النصارى أجد أن الطفل الصغير يستطيع معرفة أن هذا ليس كلام الله أبدا، فالتحريف فيه واضح وضوح الشمس ولكنى أشعر أن اليقين بإذن الله في الآخرة مصداقا لقول الله تعالى فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين فهل أنا علي من إثم في أي شك من هذه الشكوك مع أني أحاول جاهدا التغلب عليها بالصلاة والصبر حتى يأتي أمر الله والوعد الحق وعسى أن آتى بإذن الله نكون من المؤمنين المسلمين الصادقين. ولي سؤال آخر هناك أحد أصدقائي يعاني من الشكوك بشأن الله فيأتيه الشيطان فيقول له من خلق الله مثلا هل إبليس مظلوم والعياذ بالله وغيرها من الشكوك والظنون التي لا يعلم إجابتها إلا الله فهل عليه من إثم مع أنه مصل ومسبح لله ولكن وساوس الشيطان فهل عليه من أي وزر وماذا يفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإجابتنا لك ولصديقك بخصوص هذه الوساوس إجابة واحدة وهي أن هذه الوساوس من كيد الشيطان، فلا ينبغي للمسلم أن يلتفت إليها أو أن يهتم لها فإنها لا تضره ما دام قلبه مطمئنا بالإيمان، بل عليه الاستعادة من الشيطان الرجيم، ومدافعة هذه الوساوس، وإذا جال بخاطره السؤال عن من خلق الله، فليقل آمنت بالله. كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفصيل ما أجملنا ذكره هنا تجده بالفتاوى: 12400، 12436، 10973.
وأما خوفك من الله تعالى ومن عقابه والنار أو الخوف من الوقوع في الكفر ونحو ذلك فهذا كله في أصله أمر حسن، ولكن إذا تجاوز فيه العبد حده ربما انقلب إلى مرض وكان محذورا، فاسلك سبيل القصد في ذلك بأن يكون الخوف مانعا لك مع بقاء الرجاء في الله تعالى وحسن الظن به
ولمزيد الفائدة نرجو منك مطالعة الفتاوى: 13448، 43006، 29469، 22947.
ثم اعلم أن اليقين في قول الله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {الحجر:99} معناه الموت كما بين ذلك أهل التفسير.
والله أعلم.