عنوان الفتوى : وسوسة الشيطان دليل على يأسه من إضلال العبد
هل من كلمة علها ترجع جنوني ؟؟ لقد دخل الشك في قلبي لدرجه فظيعة فها أنا أتساءل وأقول إن لكل شيء سبباً وإذا ما كان الله خالقي وأني خلقت لأنه هو خلقني فكيف وجد الله؟ إنني أتوسل لك أن تساعدني وأن تريح قلبي رغم أنني أعرف أن الله يهدي من يشاء فهل شكي عبارة عن نخزات الشيطان التي تكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أم ماذا؟ لست أعرف لماذا وصلت لهذه الحالة إنني وأنا أكتب الرسالة أخاف غضبه علي نعم أخاف أن يغضب إنني مؤمنة وإنني عندما أحتاج اليه فبسرعة ألجأ إليه ولكن مشكلتي هذه الشك فهل من كلمة علها ترجع جنوني؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: "ذلك صريح الإيمان" رواه مسلم.
وفي بعض الروايات قالوا: (لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم بها) وفي بعض روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" ويتضح من خلال الحديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على من وقع في مثل هذه الوسوسة بشرطٍ وهو عدم انسياقه وراءها، وتصديقه لما أخبر الله به ورسوله، وشدة خوفه من الله عز وجل حتى أنه يفضل أن يحرق حتى يصير حممة، أي فحماً مسوداً، يفضل ذلك على النطق بمثل تلك الكلمات، وإنما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله، ويزيغه، فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له، بل حاله كما رأيت من قبل.
فهذا هو الواجب في مثل هذا المقام أن يقول الإنسان: آمنت بالله وبرسوله، ويطرد عن نفسه مثل تلك الخواطر.
هذا وننبه الأخت السائلة إلى أمر يعينها على دفع وساوس الشيطان، ألا وهو التفكر في مخلوقات الله الدالة على وجوده سبحانه، وقدرته وحكمته وعلمه.
فالشيطان يحاول أن يجر الإنسان ليتفكر في شيء لا يستطيع العقل البشري القاصر إدراكه، وتصوره، وهو التفكر في ذات الله سبحانه، ولكن جرَّه أنت نفسك إلى التفكر فيما يقدر العقل على التفكر، وهو هذا الكون الفسيح بما فيه من مخلوقات.
فكل واحد منها دليل على وجود الباري سبحانه وعلى وحدانيته.
وكما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحـد
وراجعي الجواب رقم:
12300
والله أعلم.