عنوان الفتوى : رتبة حديث: ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب مصر....
السؤال
ما صحة هذا الحديث الوارد في كتاب التذكرة للقرطبي.
روي من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب مصر. ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة. وخراب البصرة من العراق، وخراب مصر من جفاف النيل، وخراب مكة من الحبشة، وخراب المدينة من الجوع، وخراب اليمن من الجراد، وخراب الأيلة من الحصار، وخراب فارس من الصعاليك، وخراب الترك من الديلم، وخراب الديلم من الأرمن، وخراب الأرمن من الخزر، وخراب الخزر من الترك، وخراب الترك من الصواعق، وخراب السند من الهند، وخراب الهند من الصين، وخراب الصين من الرمل، وخراب الحبشة من الرجفة، وخراب الزوراء من السفياني، وخراب الروحاء من الخسف، وخراب العراق من القحط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صدَّر القرطبي هذا الحديث بصيغة التمريض (روي) ثم قال: ذكره أبو الفرج ابن الجوزي -رحمه اللّه- في كتاب: «روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق». اهـ.
وظاهر كلمة (ذكره) أنه لم يسنده.
ولم يزد الحافظ ابن كثير في (النهاية في الفتن والملاحم) على عزوه للقرطبي في التذكرة! وعزاه السيوطي في (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) والمناوي في (فيض القدير) للديلمي في مسند الفردوس.
وقد قال السيوطي في مقدمة جمع الجوامع له: كل ما عزي للحكيم الترمذي في نوادر الأصول، أو الحاكم في تاريخه، أو لابن النجار في تاريخه، أو للديلمي في مسند الفردوس، فهو ضعيف، فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه. اهـ.
وقد رواه بنحوه أبو عمرو الداني في (السنن الواردة في الفتن) من طريق عبد المنعم بن إدريس، حدثنا أبي، عن وهب بن منبه، قال، فذكره من قوله.
وهذا مقطوع تالف الإسناد؛ إدريس بن سنان اليماني: ضعيف. كما في التقريب.
وابنه عبد المنعم، قال عنه الذهبي في الميزان: مشهور قصاص، ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد، وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه. وقال البخاري: ذاهب الحديث ... قال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره. اهـ.
والله أعلم.