عنوان الفتوى : ترك سجودا ولم يأت به بعد الصلاة
في بلاد المهجر نجتهد في أداء الصلاة جماعة ولكن للأسف ليس لدينا إمام راتب فنحاول اختيار الأحفظ والأقرأ للقرآن ثم الأكبر سنا للإمامة وقد يكون بعضنا غير ملم وغير متقن لكل متطلبات هذه المهمة من علوم الدين والشرع، وفي هذا الإطار سؤالي يتعلق بحدث وقع في إحدى صلوات الظهر بمسجدنا حيث نسي الأخ الذي أمنا آخر سجود من الصلاة (الثاني من الركعة الرابعة) ولم ينبهه جماعة المصلين حتى فرغ من الصلاة (سلم) ومضى بعض الوقت، حينئذ لم يدر هذا الأخ ماذا يفعل وكيف يصلح الذي وقع، أي كان يطلب منه بعض الإخوة إعادة الصلاة والبعض أداء سجود السهو.... فأصر على أن لا يقوم بشيء لأنه لا يعرف ما الواجب فعله في هذه الحالة حتى يسأل من هو أهل للسؤال وترك لكل واحد حرية القيام بما يراه صوابا، وما نود معرفته منكم فضيلة الشيخ هو: ماذا يترتب على هذا الأخ الذي أمنا فيما حصل وماذا يجب على كل واحد منا أن يفعل من أجل إصلاح الذي وقع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسجود ركن من أركان الصلاة لا تجزئ بدونه، وعليه فالصلاة المذكورة باطلة تجب إعادتها في حق الإمام ومن معه من المأمومين الذين لم يأتوا بهذا السجود مطلقاً، أو أتوا به بعد فصل كثير، أما من أتى بالسجود المذكور بعد فصل يسير فتصح صلاته عند بعض أهل العلم كالشافعية والحنفية، كما تصح صلاة من أتى بركعة كاملة بدل الركعة الناقصة قبل الفصل اليسير أيضاً، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 36447.
والفصل الكثير يرجع في قدره إلى عرف الناس عادة ويحصل بالخروج من المسجد، كما تقدم في الفتوى رقم: 105088.
مع التنبيه على أنه من الواجب على المسلم تعلم أحكام الصلاة بما في ذلك أحكام السهو وما تترتب عليه صحتها ولا يعذر بجهل ذلك، وبالإمكان اقتناء بعض الكتب الفقهية المختصرة السهلة التي تفيد في هذا المجال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 59220.
والله أعلم.