عنوان الفتوى : جاء الخاطب مع جده فأبت أن تكشف وجهها
أنا فتاة منتقبة، جاء خاطب ليراني أول مرة مع أمه وأخته، وقد حدث قبول لي -بفضل الله تعالى- منهم جميعاً، أي منه هو ومن أمه وأخته كذلك، وكنت قد خرجت أمامهم بدون النقاب طبعاً، ثم جاء ليراني الثانية وكانت معه أخته فقط, وخرجت كذلك له بدون نقاب، ثم جاء الثالثة ومعه جده، فرفضت أن أخلع النقاب، مما أغضب خالي وخالتي (أولياء أمري) وكذلك أغضب أخته (التي هي منتقبة كذلك) وأغضب جدّه كثيراً -لكنه لم يظهر ذلك أمامي- لأن جده أصلاً لا يحب النقاب ولا المنتقبات، وقد قالوا لي أن أخلع النقاب أمام جده لأنه رجل كبير في السن جداً قد تجاوز الثمانين وأنه ليس هناك مجال للفتنة... أما الخاطب نفسه فقد كان يفضل أن لو خلعت النقاب أمام جده، وقد حزن قليلاً لأني لم أخلعه خوفاً أن يكون ذلك دليلاً على التشدد مني أو العند في طبعي، لكنه في النهاية تفهم الأمر، والآن أريد أن أعرف رأي الشرع فيما فعلت من عدم خلعي للنقاب أمام جده الكبير في السن، وهل كان يجدر بي أن أخلع النقاب أمامه، وماذا إذا أتى عمّه معه في المرة القادمة! هل أخلع النقاب أمامهما أم أنني كنت على صواب، فأفتوني جزاكم الله خيراً فلست أريد إلا أن أعرف ما يرضي ربي عني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففعلك صحيح إذ لا يجوز لك أن تكشفي أمام جده، ولا حرج عليك في غضبه أو غضب غيره ما دمت فعلت ما يرضي الله عز وجل فرضاه أولى، وليس لك خلع النقاب أمامه ما لم يعقد حفيده عليك، كما لا يجوز لك خلعه للخطيب كلما أراد، وإنما شرع ذلك للرؤية بين يدي الخطيب فيكون مرة أو مرتين بحسب الحاجة لا أن تكون دائماً بعد حصول المقصود، وأما عمه فلا يجوز لك خلع النقاب أمامه ولو عقد هو عليك، وبكل حالٍ ننصحك بمعالجة المسألة بحكمة ورباطة جأش، وبيني للجميع أنك لم تقصدي الإساءة لأحد، وإنما قصدت تقديم مرضاة الله تعالى على مرضاة غيره. وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5814، 2689.
والله أعلم.