يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا دارُ مَنْ قَتَلَ الهَوَى بَعْدِي | وَجَدُوا وَلا مِثلَ الذي عِنْدِي |
لا تَعْجَبي، يا دارُ، أنّهُمُ | ابدوا ومن يك واجدا يبدي |
رَبْعٌ قَرِيبُ العَهْدِ أحْسَبُهُ | بالظاعنين وقد مضى عهدي |
لَوْ حَرّكَتْ ذاكَ الرّمَادَ يَدٌ | لرأت بقايا الجمر والوقد |
إنّي لَيُعْجِبُني حِمَاكَ، إذا | نَشَرَ النّسِيمُ ذَوَائِبَ الرّنْدِ |
والماء تصقله الرياح كما | ابدى العياب مضاعف السرد |
حَيّا مَرِيضَ ثَرَاكَ غَادِيَة ٌ | تعطيه ريح العنبر الورد |
او ذات نهد بين سارية | يتلويان تلوي القد |
يتشقق البرق اللموع بها | وتروعه بتهزم الرعد |
لي مقلة ما تستفيق جوى | تدمى ويقرع ماؤها خدي |
وَالعِيسُ مَا وَجَدَتْ تَحِنّ، وَلا | تخفى واكتم دائماً وجدي |
وملام ايام وليس لها | عطف وبعض اللوم لا يجدي |
لا خَيرَ في دُنْيَا نَوَائِبُهَا | تَدْوِي، وَداءُ مَنُونِها يُعدِي |
لا تَحْسَبَنّ الرّزْقَ مُطّرَحاً | فالرزق بين مواضع الاسد |
وَلَرُبّ مَصْحُوبٍ غَرِضْتُ بِهِ | غَرَضَ الخَوَامسِ من قذى الوِرْدِ |
داني يدي فنفضتها حذرا | من ان يدنس هزله جدي |
وَمُبَخَّلٍ إنْ جَادَ بَعْدَ مَدًى | فالمتاء يطلع من صفا صلد |
كَيْفَ السّبِيلُ إلى بُلَهْنِيَة ٍ | في ذا الزمان وعيشة رغد |
في كل ليل لي وقود منى | وَمَطامِعٌ وَسّدْتُهَا عَضْدِي |
وَالمَرْءُ مَا أرْضَى أمَانِيَهُ | ينقاد من لعب الى جد |
وَجهي مَجَالٌ للطّعَانِ، فَما | خَوْفي لِقَاءَ الحَرّ وَالبَرْدِ |
فلاشربن مناقباً بدمي | ولانقبن على العلى جهدي |
ولارحلن العيس مرحلة | عوجاء بين القور والوهد |
عَلِّي أُلاقي مَنْ أُسَرّ بِهِ | وَيُفَلّ عِنْدَ لِقَائِهِ كَدّي |
وَأتُوبُ مِنْ ذَمّ الزّمَانِ، إذا | علقت يداي يدي ابي سعدي |
خُلّي، وَإنْ بَعُدَ الزّمَانُ بهِ | يَوْماً، وَمَاطَلَني بِهِ وَعْدِي |
وَمُطالعي في الأُنْسِ إنْ لُوِيَتْ | عني الرقاب ولج في صدي |
لا تحسبوا ذا البعد غيرني | فَالبُعْدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ وِدي |
وَإذا الفَتَى حَسُنَتْ رِعَايَتُهُ | في القرب ضاعفها على البعد |
لَوْ تَسْألُونَ دَمي سَمَحْتُ بِهِ | مِنْ غَيرِ مَعْصِيَة ٍ، وَلا رَدّ |
او كان جلد يستعار اذاً | يَوْمَ الطّعانِ، لعِرْتُكُمْ جِلْدِي |
او ان خطوا يستراب به | منكم سحبت ورائكم بردي |
كانت غيابة حادث فجلا | ديجورها قمر من السعد |
وَنَهَصْتُ مِنها غَيرَ مُكتَرِثٍ | مثل الحسام نزا من الغمد |
اللَّهُ جَارَكَ مَا رَمَتْكَ نَوًى | تذري الركائب أو قطا الجرد |
وانا الذي ان تدج نائبة | يُصْبِحْ أمَامَكَ مُورِياً زَنْدِي |