تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى | بِوَادِي الغَضَا مَاءً نُقَاخاً وَلا بَرْدَا |
وَنَلْ من نَسيمِ الرَّندِ وَالبَانِ نَفحَة ً | فهَيهاتَ وَادٍ يُنبِتُ البَانَ وَالرَّنْدَا |
وعج بالحمى عينا فلست برامق | طوال الليالي ذلك العلم الفردا |
وكر الى نجد بطرفك انه | متى يَعْدُ لا يَنظُرْ عَقيقاً وَلا نَجْدَا |
تَلَفّتَ دُونَ الرّكْبِ وَالعَينُ غَمْرَة ٌ | وَقَدْ مَدّها سَيلُ الدّمُوعِ بما مَدّا |
لَعَلّي أرَى داراً بِأسْنِمَة ِ النّقَا | فَأطْرَبُنَا للدّارِ أقْرَبُنَا عَهْدَا |
تلاعب بي بين المعالم لوعة | فتذهب بي يأساً وترجع بي وجدا |
مَنازِلُ نَاشَدْتُ السّحَابَ فَما قضَى | فريضتها عني السحاب ولا ادى |
وَهَلْ بَالغٌ مَا يَبْلُغُ الدّمعُ عِندَهَا | حقائب غيث تحمل البرق والرعدا |
أمنكِ الخَيالُ الطّارِقي بَعدَ هَجعَة ٍ | يُعاطي جَوَى الظّمآنِ مُبتَسماً بَرْدَا |
دنا من اعالي الرقمتين وما دنا | وَصَدّ وَقَدْ وَلّى الظّلامُ، وَما صَدّا |
وَمِنْ عَجَبٍ رَيّي وَما نَقَعَ الصّدَى | وعدى له منا علي وما اعتدا |
أسَاءَ لَيَالي الفُرْبِ نَأياً وَهِجْرَة ً | واسدى على بعد من الدار ما اسدى |
أفي كُلّ يوْمٍ للمَطامِعِ جَاذِبٌ | يُجَشْمُني ما يُعجِزُ الأسدَ الوَرْدَا |
كاني اذا جادلت دون مطالبي | أُجَادِلُ لِلأيّامِ ألْسِنَة ً لُدّا |
احل عقود النائبات وانثنى | وَخَلفي يَدٌ للدّهْرِ تُحكِمُها عَقدَا |
إذا مَا نَفَذْتُ السّدّ مِنْ كلّ حادثٍ | رَأيتُ أمامي دُونَ مَا أبْتَغي سَدّا |
أأتْرُكُ أمْلاكاً رِزَاناً حُلُومُهُمْ | حُلُولاً عَلى الزّوْرَاءِ أيمانُهُمْ تَنْدَى |
كانك تلقى منهم آجمية | مُؤلَّلَة َ الأنْيَابِ أوْ قُلَلاً صَلْدَا |
وَلا يَأنَفُ الجَبّارُ أنْ يَعتَفِيهِمُ | وَلا الحُرُّ يأبَى أن يكُونَ لهم عَبدَا |
إذا مَا عَدِمْنَا الجُودَ مِنهُمْ لعِلّة ٍ | فلَنْ نَعدَمَ العَلياءَ منهمْ وَلا المَجدَا |
وان كريم القوم من خدم العلا | وان لئيم القوم من خدم الرفدا |
إذا مَا طَرَقْتَ المَرْءَ منهُمْ وَجَدْتَهُ | على النار لا كابي الزناد ولا وغدا |
لهم كل موقوذ من التاج راسه | غنى بالعلا ان ينسب الاب والجدا |
نحاسن اقمار الدجى بوجوههم | فَنَبْهَرُهَا نَوراً وَنَغْلِبُهَا سَعدَا |
تخالهم غيدا اذا بذلوا الندى | وَتحسَبُهمْ جِنّاً، إذا ركبوا الجُرْدَا |
إذا طَرِبُوا للجُودِ أمطَرْتَهُمْ حَياً | وان غضبوا للمجد هيجتهم اسدا |
وَأنْقُلُ بَيْتي في البِلادِ مُجَاوِراً | بيوت المخازي قد ضللت اذا جدا |
خياما قصيرات العماد تخالها | كِلاباً على الأذنَابِ مُقعِيَة ً رُبْدَا |
إذا عَزّ مَاءٌ بَينَهُمْ وَرَدُوا القَذَى | وَإنْ قَلّ زَادٌ عندَهمْ مَضَغوا القِدّا |
تَرَى الوَفْدَ عَن أعطانِهِمْ وَقِبَابهِمْ | من اللوم انأى من نهامهم طردا |
أأتْرُكُ أمْطَاءَ السّوَابِقِ ضِلّة ً | وَأستَحمِلُ الحَاجَاتِ أحمِرَة ً قُفدَا |
لرَأيٍ لَعَمرِي غَيرِ دانٍ مِنَ النُّهَى | ولا واسط في الحزم قبلاً ولا بعدا |
فَلا طَرَبٌ أنْ زِدْتُ قُرْباً إلَيْهِمُ | ولا اسف ان زاد ما بيننا بعدا |
كَعَمتُ لساني أنْ يَقولَ، وَإنْ يَقُلْ | فقل في الجراز العضب ان فارق الغمدا |
وَإنّ بُرُوداً للمَخَازِي مُعَدّة ٌ | فمن شاء في ذا الحي اسحبته بردا |
قلائد في الاعناق بالعار لا تهي | عَلى مَرّ أيّامِ الزّمَانِ، وَلا تَصْدَا |
اذا صلصلت بين القنا قضت القنا | وان زفرت بالسرد قطعت السردا |
لها بين اعراض الرجال قعاقع | مَدارِجُها أسعَى من الغُرُّ أوْ أعدَى |
أآلَ بُوْيْهٍ ما نَرَى النّاسَ غَيرَكمْ | ولا نشتكي للخلق اولاكم فقدا |
نرى منعكم جودا ومطلكم جدا | وَإذْلالَكُمْ عِزّاً وَإمرَارَكم شَهدَا |
وَعَيشَ اللّيالي عِندَ غَيرِكُمُ رَدًى | وَبَرْدَ الأمَاني عِندَ غَيرِكمُ وَقْدَا |
اذا لم تكونوا نازلي الارض لم نجد | بها الوَادِيَ المَمطورَ وَالكَلأ الجَعْدَا |
وينبط محفاري بارضكم الغنى | إذا ما نَبا عن جانبِ اللّؤمِ أوْ أكدَى |
وَكنتُ أرَى أنّي متى شِئتُ دونَكُمْ | وَجَدْتُ مَجازاً للمَطالِبِ أوْ مَعدَى |
فلم ار لي من مطلع عن بلادكم | ولا من مراح للاماني ولا مغدا |
خُذُوا بزِمَامي قَدْ رَجَعْتُ إليكُمُ | رجوع نزيل لا يرى منكم بدا |
أُرِيدُ ذَهَاباً عَنكُمُ، فَيَرُدّني | إلَيكُمْ تجارِيبُ الرّجَالِ، وَلا حَمدَا |