صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صَبَرْتُ عَنكَ فلم ألفِظكَ من شَبَعِ | لكن ارى الصبر اولى بي من الجزع |
وان لي عادة في كل نازلة | أنْ لا تَذِلّ لهَا عُنقي مِنَ الضَّرَعِ |
لذاك شجعت قلبي وهو ذو كمد | وملت بالدمع عني وهو ذو دوع |
ماضٍ على وَقَعاتِ الدّهرِ إنْ طَرَقَتْ | غدا بحمل اذاها جدّ مضطلع |
وحاسر يتلقى كل نائبة | تدمى فيصرفيها صبر مدرع |
لولا اندفاع دموع العين غالبة | لمْ يُعقِبِ الصّبرُ دَمعاً غَيرَ مُندَفِعِ |
في اليَأسِ منكَ سُلُوٌّ عنكَ يُضْمِرُهُ | وقبل يومك يقوى الحزن بالطمع |
ما كانَ ذَيلُك مَسدولاً عَلى دَنَسٍ | ولا نطاقك معقوداً على طمع |
ما شئت من لين اخلاق ومكرمة | وَمن عَفافٍ وَمن فَضْلٍ وَمن وَرَعِ |
لِلَّهِ نَفرَة ُ وَجْدٍ لَسْتُ أملِكُها | إذا تَذَكّرْتُ إخوَانَ الصّفاءِ مَعي |
يُوَاصِلُ الحُزْنُ قَلْبي كُلّما فُجعَتْ | يَدي بحَبلٍ مِنَ الأقرَانِ مُنْقَطِعِ |
ألقَى الغَمامُ حَوَايَاهُ عَلى جَدَثٍ | نَزَلْتَ مِنهُ بمَلقًى غَيرِ مُتّسِع |
في حَيثُ لا طَمَعٌ يَوْماً لذِي طَمَعٍ | في ان يعود ولا رجعى لمرتجع |
لا عين تنظران ارسى بعقوتها | زور ولا اذن عند النداء تعي |
وهون الوجدان الموت مشترك | فينا وانا لذا الماضي من التبع |
هيَ الثّنَايَا إلى الآجَالِ نَطْلُعُهَا | فمِنْ حَثِيثٍ وَمن رَاقٍ على ظَلَع |
كالشاء يعذل منا غير مكترث | عَيّاً، وَيُوعَظُ مِنّا غَيرُ مُستَمِعِ |
الآنَ يَعْلَمُ أنّ العَيْشَ مُخْتَلَسٌ | واننا نقطع الايام بالخدع |
هيهات لا قارج يبقى ولا جذع | عَلى نَوَائِبِ كرّ الأزْلمِ الجَذَعِ |
إنّ المَنَايَا لَشَتّى بَينَ طَارِقَة ٍ | هَوْناً، وَنَافِرَة ٍ عَنْ هَوْلِ مُطّلَعِ |
اما فناءً عن الدنيا على مهل | أوِ اعتِبَاطاً يُغادي غُدْوَة َ السّبُعِ |
مَا للّيَالي يُرَنِّقنَ المُجَاجَة َ مِنْ | شربي وبوبين مصطافي ومرتبعي |
عَدَتْ عَوَادي الرّدى بَيني وَبَينَكُمُ | وانزلتك النوى عني بمنقطع |
وَشَتّتَتْ شَمْلَكَ الأيّامُ ظَالِمَة ً | فَشَمْلُ دَمعي وَلُبّي غَيرُ مُجتَمعِ |
أُخَيّ لا رَغِبَتْ عَيْني وَلا أُذُني | مِنْ بَعدِ يوْمكَ في مَرْأًى وَمُستَمَعِ |
وَلا أرَاكَ بقَلْبٍ غَيرِ مُصْطَبِرٍ | إذا أهَابَ بِهِ السُّلْوَانُ لمْ يُطِعِ |