أبى الله إلا أن يسوء بك العدى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أبى الله إلا أن يسوء بك العدى | وَيُصْبِحَ مُستَثْنَى البَقاءِ على الرّدَى |
وَمَا كَانَ هَذا الدّهرُ يَوْماً بِنَازِعٍ | نِجَادَ حُسَامٍ مِثْلَهُ مَا تَقَلّدَا |
لعا ولعا لا عثر من بعد هذه | تَلَقّى العُلَى وَاستَأنَفَ العِزَّ أغيَدَا |
خَفِيتَ خَفَاءَ البَدرِ يُرْجَى ظهورُهُ | وَمَا غابَ بَدْرُ اللّيْلِ إلاّ ليُشهَدَا |
غروب الدراري ضامن لطلوعها | فَيا فَرْقَداً باقٍ عَلى اللّيلِ فَرْقَدَا |
معاذا لهذا البحر مما يغيضه | معاذ الشمل المجد ان يتبددا |
سلمت لنا والله ارأف بالعلى | من ان ينطوي عنا وارحم للندى |
فَقُلْ للعِدَى شُمّوا الهَوَانَ بأجدَعٍ | وَعَضّوا عَلى الأيدي القِصَارِ بأدرَدَا |
افيقوا لها من سكرة الغي وابتغوا | زِمَاماً إلى مَا تَكْرَهُونَ وَمِقْوَدَا |
حَسِبْتُمْ بأنّ المُلْكَ هِيضَتْ جُبورُه | و ان سوام المجد اصبحن شردا |
لهَا اليَوْمَ رَاعٍ لا يُرَاعُ سَوَامُهُ | اذل لها نهج الطريق وعبدا |
إذا طَمِعَ الأعْداءُ فِيهَا أجَارَهَا | و ارتعها بين العوالي واوردا |
وَإنّ قِوَامَ الدّينِ قَدْ عَبّ بَحْرُهُ | وَعِيداً أقَامَ الخَالِعِينَ وَأقْعَدَا |
تقوه فبينا تنظر البحر ساكنا | إلى ان تراه شائل اللج مزبدا |
أأطْمَعَكُمْ أنّ الحُسامَ قضَى المُنى | وَلمْ يبق عندَ الدّهرِ ثأراً، فأغمَدَا |
و إني ضمين ان تجرد مازق | لغاو من الايام ان يتجردا |
اما يرهب القطاع الا مجردا | اما يتقى العسال الا مسددا |
ليهن لليالي والمعالي انها | اثابة برءٍ عدها المجد مولدا |
عَلى حِينَ طَارَتْ بالقُلُوبِ مَخافَة ً | اطير فريص الملك منها وارعدا |
و اصبحت الامال غرثى ظمية | يُوَاعدنَ من نُعماكَ مَرْعًى وَمَوْرِدَا |
فَلَوْ يَستَطيعُ الدّهرُ مِنْ بَعدِ هذِه | لألبَسَكَ اليَوْمَ التّمِيمَ المُعَقَّدَا |
بِأيّ مَنَالٍ أمْ بِأيّة ِ أذْرُعٍ | تعاطيتم اليوم البناء العطودا |
بِنَاءٌ أقَامَ المَجْدَ فيهِ عِمَادَهُ | وَقَرّرَهُ تَحْتَ العَوَالي، وَوَطّدَا |
كد أبكم منه غداة حداكم | تُشَاغِلُهُ الآذانُ عَنْ طَرَبِ الحُدَا |
و كبكم كب الحجيج هدية | تحثحثها نخس النصال الى المدى |
كَأيّامِ حَنْوَيْ دارَزِينَ وَأرْبقٍ | مَوَاقِفُ أخبَى الطّعنُ فيها وَأوْقَدَا |
اطيل اختراط البيض فيها فلو خفى | بها لمعان البرق ظن المهندا |
وتخفى بها الامطار من طول ماجرى | علَيها نَجيعُ الطّعنِ وَالضّرْبِ سرْمدَا |
شللتم بها شل الطرائد بالقنا | تبرأ من ولى وضل الذي هدى |
و ما زادكم منهن غير جوايف | هَوَادِرَ يَرْدُدْنَ المَسابرَ وَاليَدَا |
دعوا لقم العلياء للمهتدي به | وَخَلّوا طَرِيقاً غَارَ فيهِ وَأنْجَدَا |
لأطولِكمْ طَولاً، إذا المُزْنُ أصْبحتْ | غَوَارِزَ لا يُعْدَمْنَ خَلفاً مُجَدَّدَا |
نَهَيتُكُمُ عَن ذي هماهمَ مُشبلٍ | حمى بجنوب السيء ضالا وعرقدا |
فضافض غيل في الدماء عييه | كأن على ليتيه سبا موردا |
يفرق بين الجحفلين زثيره | كما اط نجدي الغمام وارعدا |
يَجُرّ سَآبيَّ الدّمَاءِ وَرَاءَهُ | مَجَرَّ الخَليعِ الشّرْعبيَّ المُعَضَّدَا |
و حذرتكم مغلولبا ذا غطامط | اذا كب بوصي السفين وازبدا |
لَهُ زَجَلٌ كالفَحْلِ يَقْرَعُ شَوْلَهُ | الظ بقرقار الهدير ورددا |
الا اخرس الغاوي ولا فاه قائل | بامثالها ما بلل القطر جلمدا |
ولاوجد الراجون افقك مظلما | وزند الندى يوما بكفك مصلدا |
ولاسمع الاعداء الا باصلم | ولا نظر الحساد الا بارمدا |
فلَيسَ المُنى ما عشتَ قالصَة َ الجَنى | علينا ولا النعمى بناقصة الجدا |
بقيت بقاء القول فيك فانه | إذا بَلَغَ الباقي المَدى جاوَزَ المَدَى |
ولابعد المأمول من ان تناله | فان فات في ذا اليوم ادركته غدا |
و مليت حتى تسأم العيش ملة | فلو خلد الاقوام كنت المخلدا |