أرشيف المقالات

صنفان من البشر لا تفتح لهم السماء - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
صنفان من البشر لا تفتح لهم السماء ولا يدخلون الجنة  
الصنف الأول : الذين كذبوا بآيات الله لم يصدقوها ابتداءً
الصنف الثاني: استكبر عن تطبيق آيات الله ولم ينقد لأحكامها وادعى أن دين محمد ليس للتطبيق والتحاكم وأن محمداً ودينه لم يرسل  للحكم بين الناس وإنما يقتصر على المسجد والمناسك العبادية دون الطاعة والحكم والإذعان للأوامر والانتهاء عن النواهي واعتقاد ما جاء به من عقائد واضحة بينة تشير إلى طريق واحد فقط هو توحيد الله في العبادة والحكم وطاعته في الأمر والنهي واتباع منهجه بانشراح صدر وتسليم وإذعان .
و للأسف قد نجد من يحمل أسماء المسلمين ويدخل في أحد الصنفين خاصة الصنف الثاني.
 و لكليهما هذا التحذير الشديد :
قال تعالى : 
{ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } [الأعراف 40 ، 41] .
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى عن عقاب من كذب بآياته فلم يؤمن بها، مع أنها آيات بينات، واستكبر عنها فلم يَنْقَد لأحكامها، بل كذب وتولى، أنهم آيسون من كل خير، فلا تفتح أبواب السماء لأرواحهم إذا ماتوا وصعدت تريد العروج إلى اللّه، فتستأذن فلا يؤذن لها، كما لم تصعد في الدنيا إلى الإيمان باللّه ومعرفته ومحبته كذلك لا تصعد بعد الموت ، فإن الجزاء من جنس العمل.
ومفهوم الآية أن أرواح المؤمنين المنقادين لأمر اللّه المصدقين بآياته، تفتح لها أبواب السماء حتى تعرج إلى اللّه، وتصل إلى حيث أراد اللّه من العالم العلوي، وتبتهج بالقرب من ربها والحظوة برضوانه.
وقوله عن أهل النار { وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ } وهو البعير المعروف { فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } أي: حتى يدخل البعير الذي هو من أكبر الحيوانات جسما، في خرق الإبرة، الذي هو من أضيق الأشياء، وهذا من باب تعليق الشيء بالمحال، أي: فكما أنه محال دخول الجمل في سم الخياط، فكذلك المكذبون بآيات اللّه محال دخولهم الجنة، قال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ }وقال هنا { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } أي: الذين كثر إجرامهم واشتد طغيانهم.
{ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ } أي: فراش من تحتهم { وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أي: ظلل من العذاب، تغشاهم.
{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } لأنفسهم، جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير