أرشيف المقالات

خطورة اتباع الهوى

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
خطورة اتباع الهوى


اتباع الهوى من أخطر الآفات، وأكثرِها ضررًا، فليس أمام العبد إلا: اتباع الوحي، أو اتباع الهوى، ولا ثالث لهما، وهما نقيضان لا يجتمعان.
 
قال تعالى في شأن المنافقين: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 16].
 
تأمل قوله تعالى: ﴿ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾، فلا يدخلها الهدى، ثم أتبعها ﴿ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾.
إنه العزوف عن أوامر الله تعالى، وعدم الرضوخ للحق، والانقياد الأعمى للشيطان مصدر الهوى لديهم، والتقليد الأعمى، والتشبه بالكفار، والإعجاب بهم.
 
فالمنافق موصوف: بعبادة الهوى، وترك السُّنَّة، بل قد يبغضها، فهو لا يهوَى شيئًا إلا ركبه.
اتخذ إلهه هواه.
قال الحسن: " المنافق لا يهوى شيئًا إلا ركبه، فهو يعبد هواه ".
 
ولقد حذر الله تعالى الرسل والأنبياء من اتباع الهوى أو اتباع أهواء الذين ظلموا: ﴿ يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].
 
وبدلًا من أن يكون الله تعالى هو المعبود وحده، وهو مصدر التلقي للنفس المؤمنة للاعتقاد، والأوامر والمنهيات، والعبادات، يستبدل به المنافق اتباع الهوى، وما تمليه عليه رغبات نفسه وشهواته وملذاته، حتى يصير إلهه هواه: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢