لَوْ رَأيْتُ الغَرَامَ يَبلُغُ عُذْرَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَوْ رَأيْتُ الغَرَامَ يَبلُغُ عُذْرَا | قلت حزنا ولم اقل لك صبرا |
واستزدنا ريح الزفير هبوباً | وسحاب الدموع وبلاً وقطرا |
وَرَأيْنَا مُعَرَّسَ الحُزْنِ سَهْلاً | في الرزايا وجانب الصبر عرا |
لَكِنِ الأمرُ مَا عَلِمْتَ، وَهَلْ | تَنْظُرُ مِنْ وَقْعَة ِ الزّمَانِ مُبرَّا |
واقعاً بالاضداد اروى واظمى | وَقَضَى ، وَاقتَضَى ، وَسَاءَ وَسَرّا |
كُلَّ يَوْمٍ يَغْدُو بِقَاطِعَة ِ الآ | مال غضبان قد تابط شرا |
مُذْنِباً كُلّما شَكَا شاكَ كيداً | واذا قيل قد اناب اصرا |
ضيغما يخبط السروب طروبا | كُلّمَا مَرّ بِالعَقِيرَة ِ كَرّا |
وارى الناس وافرا وملقى | بالرزايا والارض داراًُ وقبرا |
مَنْزِلي قَلْعَة ٌ وَلُبْثٌ، فَهَذا | مجازاًلنا وهذا مقرا |
كُلَّ يَوْمٍ نَذُمّ للدّهْرِ عَهْداً | خانَ فيهِ وَنَشتَكي منهُ غَدْرَا |
قد انيخت لنا الركائب فالاحازم | زِمُ عَبّى زَاداً، وَوَطّأ ظَهْرَا |
عَجَباً سمتُكَ السّلُوّ، وَعِندِي | كب زماعاً الى المنون ونفرا |
كم فقيدلنا طوته الليالي | ذقن منه حلواًُ وذوقنَ مرا |
وكأن الايام يدركن ثارا | عِندَنا فيهِ، أوْ يُقَضّينَ نَذْرَا |
إنّمَا المَرْءُ كَالقَضِيبِ، تَرَاهُ | يكتسي الاخضر الرطيب ليعرى |
معكس السهم ذا يراش ليمضى | في المَرَامي وَذا يُرَاشُ لِيُبْرَى |
مَنْ مُؤدٍّ إلى عَليٍّ أَلُوكاً | أبجد عصيت للصبر امرا |
اي خطب راخى قواك وقد | ـتَ جَديلاً على الخُطوبِ مُمَرّا |
أُعْلُ مِنْ عَثْرَة ِ الأسَى إنّ للأنْـ | نداد نهضاً وللاعاجز عثرا |
أيُّ بَاقٍ يُبْقي عَلَيْكَ، وَلَوْ كُنـ | كنت موقى ً من الخطوب معرا |
افقد الاصل بالغاً منتهى النبت | المرجى من افقد الفرع نضرا |
كن كعود الطريق طال سراه | يشتكي قفرة ويألم عقرا |
والجليد لالذي اذا الدهر ابكى | منه قلباً جل على الناس ثغرا |
مُستَمِيتاً يَزُرّ بالصّبرِ دِرْعاً | ويراه في ظلمة الهم فجرا |
وَقَرَتْهُ رَوَائِعُ الدّهْرِ، حتّى | لمْ يُرَعْ غَيرَ مَرّة ٍ، وَاستَمَرّا |
كُلّمَا زِيدَ غُمّة ً، زَادَ صَبراً | ضَرَمُ الزّنْدِ كُلّمَا لُزّ أوْرَى |
ارمضته هواجر الخطب فانقا | دَ حَمولَ الأذى ، وَما قال هُجرَا |
هاب ضحضاحها ومر به الدهر | ـرُ عَلى سُبْلِهَا، فَخاضَ الغَمرَا |
كلما غاب من بني خلف بدر | يضيء الظلام اخلف بدرا |
واذا قلت ينزع العوزاذل سمعي | في التسلي عن معشر زاد وقرا |
أجِدُ القَلْبَ بَعدَ لَوْميَ أسخَى | فكأن اللاحي بما قال اغرى |
زاد عذلا فزاد قلبي ولوعا | رب آس اراد نفعاًفضرا |
فَسَقَى الدّمعُ مَعْشَراً نَزَلوا القَلْـ | واخلوا باقي المنازل طرا |
كلما قصر الحيا كان ماء العيــ | ن ابقى صوباً واعظم غزرا |
كَمْ حَشَوْتُ الثّرَى حُساماً طرِيراً | وطويلا لدنا وطرفا اغرا |
وخدودا مثل الذوابل ملسا | وَجِبَاهاً مِثْلَ الدّنَانِيرِ غُرّا |
وَكأنّ القُبورَ مِنهمْ بِذِي الجِزْ | عياب حملن درًّا وعطرا |
اوجه صانها الجلال فأمسين | ترابا تحتالجنادل غبرا |
عطل الدهر من حلاهن فينا | وتحلى الثرى بهن واثرى |
قَطَعَ المَوْتُ بَيْنَنَا، فَتَبَايَـ | ـنّا لِقَاءً، إلاّ نِزَاعاً وَذِكْرَا |
فَبَعَدْنَا، وَمَا اعتَمَدْنَا بعاداً | وَهَجَرْنَا، وَمَا أرَدْنَا الهَجْرَا |
روعة ان جزعت منها فعذر | لجَزُوعٍ، وَإنْ صَبَرْتُ، فأحرَى |
وقعت موقع العوان من الدهر | وانم كانت الرزية بكرا |