أرشيف المقالات

حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عفريتا

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
سلسلة الرد المفصل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (14)
حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عفريتاً
 
يطعن الطاعنون في صحيح البخاري بأن البخاري روى حديثاً فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عفريتاً، ويقولون: كيف يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يمسك بهذا العفريت؟!
ونكتفي في الجواب بنقل الحديث كاملاً من صحيح البخاري: قال البخاري رحمه الله (461): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ ﴿هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ [ص:35] قَالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا)).
 
العجيب حقًّا هو تعجُّب الطاعنين من هذا الحديث مع زعمهم أنهم يؤمنون بأن الله قادر على كل شيء، وأنهم يؤمنون بكتاب الله سبحانه! فقد ذكر الله أعجب من هذا في كتابه الكريم، فقد أخبرنا الله في كتابه الكريم أنه سخر لسليمان عليه السلام الريح، وجعل الجن يعملون بأمره، قال تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ * فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ [سبأ:12-14]، وقال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [ص:36-39].
 
وقص علينا سبحانه نقل عريش بلقيس من أرض اليمن إلى سليمان عليه السلام قبل أن يرتد إليه طرفه.
 
وأخبرنا الله أنه أمر الجبال أن تأوب مع داود عليه السلام فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [سبأ:10-11].
 
وأخبرنا الله أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان يحيي الموتى بإذن الله تعالى.
إلى غير ذلك من الآيات التي تبين قدرة الله، وتأييده لأنبيائه، فلماذا يستكثرون هذا على سيد الأنبياء والمرسلين، وقد أيده الله بمعجزات كثيرة أعظم من هذا؟! مثل انشقاق القمر والإسراء والمعراج وخروج الماء من بين أصابعه وغير ذلك من دلائل نبوته.
 
فأفٍّ لمن ينكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عفريتاً من الجن بقدرة الله.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢