أرشيف المقالات

لا تسأل أحداً شيئاً إلا ملك الملوك - عبد الفتاح آدم المقدشي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
بسم الله

إن من أعدم الرزية أن يضع الإنسان ثقته واعتماده وتوكله على بني آدم ضعيف مثله ليس بيده شيء ولا ضر ولا نفع  ولا موت ولا حياة ولا نشور يموت ولا يخلد ثم ينسى  خالقه وملك الملوك الذي لا يموت ويبده كل شيء والنفع والضر ت والحياة والنشور..

وقد جاء ت الحديث " «من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله أوشك الله بالغنى إما بموت آجل أو غنى عاجل» " [صحيح الجامع حسن رقم:٦٠٤]
ولا تنظر أبدا ما بيد الناس وقدراتهم وإمكانياتهم التي يتمتعون بها ولو كانوا ملوك الأرض وانظر إلى ما  بيد ملك الملوك
قلت:
لا تقرع أبواب أحد قد لا يفتح ***
وسل الملك الذي أبوابه لا يغلق
وازهد مما عند الناس ليحبوك ***
وازهد من الدنيا ليحبك الخالق
شرف المرء استغناءه عن الناس***
وذله أن لا يستعف عن المخلوق
كيف لا ترغب بما في يد الكريم  ***
 وترغب فيما بيد اللئيم الأحمق    
تالله إنها لمن قسمة الضيزى منك ***
وارجع إلى ربك الرحيم الخالق 
إن كثيرا من الناس الذين لايكترثون بمسألة الناس بلا شك قليلوا الثقة بربهم والاعتماد والتوكل على الله  كما هم أقل القناعة بما في أيديهم وأقل الزهادة والاستعفاف والورع والله المستعان.
  فلا تذل أبدا وجها وضعته على الأرض في سبيل الله أمام مخلوق ضعيف فسل الله الكريم الذي تعبده فإنه لن يخيبك أبدا قال تعالى( { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون} ) [العنكبوت]
كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يدعوا بهذا الدعاء " اللهم كما كففت وجهي عن السجود لغيرك فكف وجهي عن المسألة لغيرك"
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم المسألة وشأنها ويربي أصحابه على ذلك حتى إنه كان يبايع أصحابه أن لا يسألوا أحدا شيئا فكان هؤلاء الذين الصحابة الذين بايعهم إذا سقط سوط أحدهم لا يسأل أحدا أن يناوله بل كان ينزل فيأخذه بنفسه.
ولا جرم أن شخصية المؤمن يراد منها أن تكون عزيزة مستقلة حارثة همامة تكتسب وتنفق يدها عالية لا سافلة كما  لا يمكن  أن تكون ذليلة شحاتة عالة على الآخرين أبدا
والله ولي التوفيق 
الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
عبد الفتاح آدم المقدشي
 

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير