أُدارِي المُقلَتَينِ عَنِ ابنِ لَيلَى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُدارِي المُقلَتَينِ عَنِ ابنِ لَيلَى | وَيَأبَى دَمْعُهَا إلاّ لَجَاجَا |
لها ثبط على الايام باق | تجيش بها معيناً أو اجاجا |
كَأنّ بِهَا رَكِيّة َ مُستَمِيتٍ | يُخَضْخِضُها بُكُوراً وَادّلاجاً |
أذُودُ النّفسَ عَنهُ، وَذاكَ مِنها | عنان ما ملكت له معاجا |
كان العين بعد اليوم جرح | إذا طَبّوا لَهُ غَلَبَ العِلاجَا |
تجم على القذى وتفيض دمعاً | مطل الداء وادع ثم هاجا |
واين كفارس الفرسان عمرو | اذا رزءٌ من الحدثان فاجا |
بِحَقٍّ كَانَ أوّلَهُمْ وُلُوجاً | عَلى هَوْلٍ وَآخرَهُمْ خَرَاجَا |
اذا رسبت حصاة القلب منه | طَفَا قَلْبُ الجَبَانِ بهِ انْزِعَاجَا |
بَكَيْتُكَ للسّوَابِقِ مُوضِعَاتٍ | قِماصُ السِّرْبِ أعجَزَ أنْ يُعاجَا |
يقرطها الاعنة مبدلات | مكان جلالها العلق المجاجا |
يدعن على الاجالد موضحات | كَأنّ عَلى مَفارِقِها شِجَاجَا |
وارقاص المطي على وجاها | يَجُبْنَ إلى العُلَى طُرُقاً نِهَاجَا |
مرنقة العيون كأن فيها | دهانَ مَوَاقِدٍ يَصِفُ الزِّجَاجَا |
ورثت عن الابين قناً وبأساً | فَأنفَقتَ اللّهاذِمَ وَالزِّجَاجَا |
ومنخرق اخوت السيف فيه | وحبل الليل يندمج اندماجا |
أرَابَكَ، فاكْتَلأتَ بِغَيرِ رمْحٍ | كَأنّ عَلى عَوَامِلِهِ سِرَاجَا |
توقر جاشك الاهوال فيه | اذا اعتلج الجبان به اعتلاجا |
وَقد جابَ الذَّميلُ عَلَيكَ وَهْناً | من الظلماء مدرعة وساجا |
وَمَزْلَقَة ٍ تُرَشّ بِهَا المَنَايَا | وَتَسْمَعُ للقُلُوبِ بِهَا رَجَاجَا |
وَفُقْتَ بشَوْكِ أخمَصِكَ العَوَالي | ويلقى المرء للغم انفراجا |
ومظلمة من الغمرات عطشى | جعلت لها من القضب انبلاجا |
وَمَائِلَة ٍ أقَمْتَ لهَا كُعُوباً | وقد شغرت على القوم اعوجاجا |
وَداهِيَة ٍ تُشَوِّلُ بالذُّنَابى | غَدَوْتَ لبَابِ مَطلَعِها رِتَاجَا |
ومعضلة كفيت وذات وهي | شددت لها العراقي والعناجا |
وَفاصِلَة ٍ كَسَيْلِ الطّوْدِ عَجلَى | قطعت بها التشادق والضجاجا |
وَآنِيَة ِ اللّحُومِ مِنَ القَضَايَا | اعدت لهن كيا أو نضاجا |
وَشَارِدَة ٍ رَبَطْتَ لهَا الحَوَايَا | وَقَدْ مَرِحَ البِطَانُ بهَا وَمَاجَا |
وراي يفرق الجُـلى ويهدي | وراء مضيقها سبلاً فجاجا |
قطعت بمطربيه على تمارٍ | خِلاجَ الشكّ، إنّ لَهُ خِلاجَا |
كانك صبت منه بذات فرع | على البوغاء لبدت العجاجا |
كمزلقة الذباب اذا امرت | عَلى ذي الدّاءِ بالغتِ الوِداجَا |
لَئِنْ نَبَحَتْهُ آوِنَة ً كِلابٌ | لَقَدْ لَبِسَتْ بِهِ الأسَدَ المُهَاجَا |
فمن يزع العريب اذا تناغت | وَيَضرِبُ بَينَ غارِبِها سِيَاجَا |
ويذكرها الحلوم على تناس | وقد بلغت حفائظها الهياجا |
يُحَاجِجُها عَنِ الأرْحامِ، حتّى | يقر القوم ان له الحجاجا |
وَمَنْ رَدّ النّقائِذَ بَعْدَ يَأسٍ | وَقَدْ جَاوَزْنَ ضُوراً وَالوِلاجَا |
تغلغل في النفاق قني سعد | رواغ الذئب قد ولج الحراجا |
تمادحت الرباب به وكانت | تنابز بالمعائب أو تهاجا |
برغمي ان يكن قنا تميم | قضين على الذنائب منك حاجا |
حَمَيتَ مَنابِتَ الرَّمرَامِ مِنهُمْ | واخليت الاناعم والنباجا |
منعتهم اللقاح وملقحات | يكاد الخوف يمنعها التناجا |
فما لقحت لهم الا اختلاساً | وَلا وَلَدَتْ لَهُمْ إلاّ خِدَاجَا |
أبَى البَاغُونَ مِثْلَ مَداكَ إلاّ | ضَلالاً عَنْ طَرِيقِكَ وَانعِرَاجَا |
سابعثها عليك مسقفات | طِباقَ الأرْضِ، أُطلِعُها الفِجاجَا |
مسالات الاغرة ملجمات | وِحَاداً أوْ مُقَرَّنَة ً زِوَاجَا |
وَأجْعَلُهَا سُلُوّاً بَعْدَ يَأسٍ | ومن الم الصدا ورد الاجاجا |
اقاضٍ حق قبرك ذوا غرام | اعادج الركب عن طرب وعاجا |
يُرِيقُ عَلَيكَ مَاءَ القَلْبِ صِرْفاً | وَمَاءُ العَينِ يَجْعَلُهُ مِزَاجَا |
ولو بلغ المنى انسان عيني | خَلا مِنها وَأسكَنَكَ الحُجَاجَا |