ما أبيض من لون العوارض أفضل
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما أبيض من لون العوارض أفضل | وَهَوَى الفتى ذاكَ البَياضُ الأوّلُ |
مِثْلانِ: ذا حَرْبُ المَلامِ وَذا لَهُ | سبب يعاون من يلوم ويعذل |
أرنو إلى يقق المشيب فلا أرى | إلا قواضب للرقاب تسلل |
وَاللِّمّة ُ البَيْضَاءُ أهْوَنُ حَادِثٍ | في الدّهرِ لَوْ أنّ الرّدَى لا يَعجِلُ |
ولقد حملت شبابها ومشيبها | فإذا المشيب على الذوائب أثقل |
إني غررت من الهوى فشربته | لمْ أدْرِ أنّ عَقيبَ شُرْبيَ حَنظَلُ |
وعلمت أن وراي أطول سكرة | مِمّا أُعَلُّ مِنَ الغَرَامِ وَأُنْهَلُ |
عَجَباً لِمَنْ يَلقَى الهَوَى بفُؤادِهِ | عجلان وهو من التجلد أعزل |
إن لا يعرض للذوابل قلبه | إن الطعان من البلابل أسهل |
الآن جللني الوقار رداءه | وَانجَابَ عَن عَينيّ ذاكَ الغَيطَلُ |
ونزعت وجداً كان يشمخ كلما | أغرى الملام به ولج العذل |
أنا من علمت وليس يطفئُ سطوتي | غلواء من يطغى إليَّ ويجهل |
يغطى العدو إذا طلعت وقلبه | يغلى عليه من الضغائن مرجل |
ويزيغني عما أجن مخاتلاً | والأورق العادي لا يتزلزل |
أجْلُو عَلَيهِ ناجِذي، وَلَوِ اجتَلَى | ما بين أضلاعي لبات يقلقل |
فَعَلامَ أُزْجَرُ بالوَعيدِ وَأجتَرِي | وَإلامَ أطْلُبُ بالدّخُولِ وَأُمْطَلُ |
مالي قنعت كان ليس مهندي | بيدي ولا جدي النبيّ المرسل |
فلأخذن من الزمان غُلبّة ً | حَقّي، وَأمنَعُ مَا أشَاءُ وَأبْذُلُ |
وَلأدْخُلَنّ عَلى النّسَاءِ خُدُورَهَا | واليوم ليل بالعجاجة أليل |
متضايق يدعو القريب ضجاجه | أبداً ويلمع بالبعيد القسطل |
وَعَليّ أنْ يَطَأ العِرَاقَ وَأهْلَهَا | يوم أغر من الدماءِ محجل |
يوم تزلّ به القلوب من الردى | جزعاً وأحرى أن تزلّ الأرجل |
وعجاجة تلقى السماء بمثلها | عِظَماً، كَمَا مَدّ الغَمَامُ المُثْقَلُ |
لَوْ شَامَ مُوسَى كَفّهُ في لَيلِهَا | خَفيَ البَياضُ عَلى الذي يَتَأمّلُ |
طلب العلى والجد فيه من العلى | وإلى المرام نأى وطال تغلغل |
فاعزِمْ، فلَيسَ عَلَيكَ إلاّ عَزْمَة ٌ | وَالعَجْزُ عُنْوَانٌ لِمَنْ يَتَوَكّلُ |
أو حمل اللوم القضاء فإنه | عود لأثقال الملام مذلل |
ويجير من عوراء همك سابح | أوْ صَارِمٌ، أوْ ذابِلٌ، أوْ مِقْوَلُ |
لا تُحدِثَنْ طَمَعاً وَجَدُّكَ مُدبِرٌ | وَاطلُبْ مَدى الدّنيا وَجَدُّكَ مُقبِلُ |
وَاعقِلْ رَجَاءَكَ بالحُسَينِ، فإنّهُ | حرم يذم من الزمان ومعقل |
جذلان تقطر نعمة أيامه | للطّالِبِينَ، فَرَاغِبٌ وَمُؤمِّلُ |
ماضي المقال يكاد من تطبيقه | يَوْمَ الجِدالِ، يَئِنُّ مِنهُ المَفصِلُ |
غير المعاجل بالعقاب إذا هفا | جرم ويسبق بالعطاء ويعجل |
ضِرْغَامِ هَيْجَاءٍ كَفَاهُ بأنّهُ | عِنْدَ القَوَاضِبِ وَالقَنا بي مُشبِلُ |
نستعطف الأمر المولى بأسمه | فيعود أو ندعوا العلاء فيقبل |
وَلَرُبّ يَوْمٍ قَدْ مَلأتَ فُرُوجَهُ | خَيْلاً، تَدَرّعُ بالغُبَارِ وَتُرْقِلُ |
وَفَوَارِساً يَتَزَاحَمُونَ عَلى الرّدى | نهلاً وقد عز البرود السلسل |
مِنْ كُلّ أرْوَعَ مَاجِدٍ في كفّهِ | قَلَقٌ هَتُوفٌ بالمَنُونِ وَمُعْوِلُ |
ضَرْباً كَأشداقِ الهَجَانِ رَوَاغِياً | وَوَغًى كمَا اضْطَرَمَ الأبَاءُ المُشعَلُ |
وَعُيُونَ طَعْنٍ كَالعُيُونِ يَمُدُّها | مَاءٌ مَذانِبُهُ العُرُوقُ الذُّبّلُ |
مِنْ كُلّ شَوْهاءَ الضّلوعِ مُثيرُها | متعوذ والناظر المتأمل |
شَهّاقَة ٍ تَدِقُ النّجيعَ، وَتَنطَوِي | فيها المسائل أو تضل الأنمل |
يَنْزُو لهَا عَلَقٌ تُمُطِّقَ خَلْفَهُ | أوْ عَانِدٌ يَلْقَى النّوَاظرَ شَلْشَلُ |
ولديك أن طمح العدو صوارم | تدمي عرانين العدا وتذلل |
كالنّارِ مَا يَسألْنَ غَيرَ ضَرِيبَة ٍ | وَالسّيفُ أعلى مَنْ يَجُودُ وَيُسألُ |
يُستَبهَمُ الأمرُ الفَظيعُ، فَلا تَرَى | إلا القواضب مطلعا يتقبل |
مَا بَينَ مَنْ يَخشَى المَنِيّة َ، وَالذي | يصلي بها في العمر إلا منزل |
لا تَنْظُرِ البَاغي لقُرْبَى ، وَارْمِهِ | بالذّلّ، وَاقطَعْ مَا عَلَيهِ يُعَوِّلُ |
هذا الأمِينُ أدالَ مِنْهُ شَقِيقُهُ | ومضى عقيراً بابنه المتوكل |
والعفو مكرمة فإن أغرى بها | متغافل قال الرجال مغفل |
ولقد حضرت وأنت غائب نكبة | فخلاك ما قال العدا وتقولوا |
لا يغررنك أنهم بسهامهم | أشوَوْا، وَمَا بَلَغُوا مَدَى ما أمّلُوا |
هيهات لم يرم العدو بسهمه | وإن انزوى إلا ليدمى المقتل |
وأنا المضارب عن علاك بمقول | ماضي الغرار ولا الجراز المصقل |
يدمي الجوارح وهو ساكن غمده | وَلَقَلّمَا يَمْضِي بغِمْدٍ مُنصُلُ |
هيهات يلحق بالصميم مدرع | أبداً ويزري بالبحار الجدول |
مَا صَارِمٌ كَدِرُ الذُّبَابِ كَصَارِمٍ | خلع الجلاء على ظباه الصيقل |
وسماؤنا الظلماء يكتم شخصها | أنى أضاء العارض المتهلل |
ليس التفرد بالعلاء طماعة | إنّ العُلَى دَرَجٌ لِمَنْ يَتَوَقّلُ |
نَظْمٌ وَنَثْرٌ قَدْ طَمَحْتُ إلَيهما | صعداً ويعنو للأخير الأول |
وَحَدِيثُ فَضْلي ضَارِبٌ بعُرُوقِهِ | في الأرْضِ يَنقُلُهُ المَطيُّ البُزّلُ |
لولاك ما سمحت بقول همتي | قدري أجل من القريض وأفضل |
هَذا، وَفي بَعضِ الذي امتلأتْ بِهِ | عني البلاد لقائل متعلل |
لما نظرت إلى علاك غريبة | وَمُضَيَّعٌ رَاعي المَنَاقِبِ مُهْمَلُ |
أحرَزْتُهَا مُتَوَغّلاً غَايَاتِهَا | وَالمَجْدُ مِلْءُ يَدِ الذي يَتَوَغّلُ |
في سيرة غراء تستضوى بها الدنيا ويلبسها الزمان الأطول | ـدُّنْيَا، وَيَلبَسُها الزّمَانُ الأطْوَلُ |
مُلِئَتْ بِفَضْلِكَ، فالوَليُّ مُكَثِّرٌ | ما شاع عنها والعدو مقلل |
يفتن فيها القائلون كأنما | طلعت كما طلع الكتاب المنزل |
هَنَّأتُ جَدَّكَ بالتّحَلّقِ في العُلَى | ولأنت نعم المقبل المتقبل |
وَطَرَحْتُ تَهْنِئَة ً بِأيّامٍ أرَى | فيهَا سَوَاءً مَنْ يَقِلُّ وَيَنبُلُ |
وَأرَى لِحَاظَ الحَاسِدينَ مُرِيبَة ً | والغيظ بين ضلوعهم يتغلغل |
ما للزمان يعقني بعصابة | تجفو عليَّ من الزمان وتثقل |
يَذْوِي عَلى قَدَمِ اللّيَالي عَهدُها | مِثلَ الأدِيمِ عَلى التّقَادُمِ يَنغَلُ |
ود الحليم شفاء دائك كله | وصداقة السفهاء داءٌ معضل |