وفى بمواعيد الخليط وأخلفوا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
وفى بمواعيد الخليط وأخلفوا | وكم وعدوا القلب المعنى ولم يفوا |
وَما ضَرّهُمْ أنْ لمْ يَجُودوا بمُقنعٍ | من النيل اذمنوا قليلاً وسوفوا |
أفي كل يوم لفتة ثم عبرة | على رسم دار أو مطيٌّ موقف |
وركب على الأكوار يثني رقابهم | لداعي الصِّبَا، عَهدٌ قَديمٌ وَمألَفُ |
فمِنْ وَاجِدٍ قَدْ ألزَمَ القَلْبَ كفَّه | وَمِنْ طَرَبٍ يَعلُو اليَفَاعَ وَيُشرِفُ |
ومستعبر قد اتبع الدمع زفرة | تكاد لها عوج الضلوع تثقف |
قضَى ما قضَى مِنْ أنّة ِ الشّوْقِ وَانثنى | بدار الجوى والقلب يهفو ويرجف |
ولم تغن حتى زايل البعد بيننا | وَحَتّى رَمَاناً الأزْلَمُ المُتَغَطرِفُ |
كَأنّ اللّيَالي كُنّ آلَيْنَ حَلْفَة ً | بأن لا يرى فيهن شمل مؤلف |
ألَمّ خَيَالُ العَامِرِيّة ِ بَعدَمَا | تبطننا جفن من الليل أوطف |
يُحَيّي طِلاحاً حِينَ هَمّوا بوَقعَة ٍ | تَهَاوَوْا عَلى الأذْقَانِ مِمّا تَعَسّفُوا |
وقيدين قد مال النعاس بهامهم | كما أرعشت أيدي المعاطين قرقف |
أعارِيبَ لا يَدرُونَ ما الرّيفُ بالفَلا | ولا يغبطون القوم أما تريفوا |
رَذاياً هَوًى إنْ عَنّ بَرْقٌ تَطاوَلُوا | وإن عارضوا الطير الغوادي تعيفوا |
تَوَاركَ للشّقّ الذي هُوَ آمِنٌ | نوازل بالأرض التي هي أخوف |
أيَا وَقفَة َ التّوْديعِ هَلْ فيكِ رَاجعٌ | إشارته ذاك البنان المطرف |
وَهَلْ مُطمِعي ذاكَ الغَزَالُ بلَفتَة ٍ | وإن ثور الركب العجال وأوجفوا |
عشية لا ينفك لحظة مبهت | مُرَاقَبَة ً مِنّا، وَدَمْعٌ مُكَفْكَفُ |
فلله من غنى الحداة ورائه | ولله ما ورى العبيط المسجف |
وَسَائِلَة ٍ عَنّي كَأنّيَ لَمْ ألِجْ | حمى قومها واليوم بالنقع مسدف |
لَئِنْ كنتُ مَجهُولاً بذُلّيَ في الهَوَى | فَإنّي بعِزّي عندَ غَيرِكِ أعرَفُ |
فَلا تَعجَبي أنّي تَعَرّقَني الضّنَى | فإن الهوى يقوى عليَّ وأضعف |
يقرع باسمي الجيش ثم يردني | إلى طَاعَة ِ الحَسنَاءِ قَلبٌ مُكَلَّفُ |
سَلي بي ألَمْ أنْغَلّ في لَهَوَاتِهَا | وفحل المردى دوني بنابيه يصرف |
سَلي بي ألمْ أحمِلْ على الضّيمِ ساعدي | وَقَد ثُلِمَ المَاضِي، وَرُضّ المُثَقَّفُ |
سَلي بي ألَمْ أثْنِ الأعِنّة َ ظَافِراً | تحدث عن يومي نزار وخندف |
وَحَيٍّ تَخَطّتْ بي أعَزَّ بُيُوتِهِ | صدور المواضي والوشيج المرعف |
سَلي بي ألمْ أصْبِرْ على الظّمءِ بَعدَمَا | هوى بالمهارى نفنف ثم نفنف |
وَكُلُّ غُلامٍ مِلْءُ دِرْعَيْهِ نَجدَة ٌ | وَلَوْثَة ُ أعرَابِيّة ٍ وَتَغَطْرُفُ |
عَلى كُلّ طَاوٍ فيهِ جَدٌّ وَمَيْعَة ٌ | وطاوية فيها هباب وعجرف |
وَقَدْ أُتبِعَتْ سُمرُ العَوَالي زِجَاجَها | وحن من الأنباض جزع معطف |
فإن تسمعوا صوت المرنات تعلموا | بمن جعلت تدعو النواعي وتهتف |
لَنَا الدّوْلَة ُ الغَرّاءُ، ما زَالَ عندَها | من الجَوْرِ وَاقٍ أوْ من الظّلمِ مُنصِفُ |
بعيدَة ُ صَوْتٍ في العُلى ، غَيرُ رَافِعٍ | بِهَا صَوْتَهُ المَظْلُومُ وَالمُتَحَيَّفُ |
وَنَحنُ أعَزُّ النّاسِ شَرْقاً وَمَغرِباً | وأكرم أبصار على الأرض تطرف |
بنواكل فياض اليدين من الندى | إذا جَادَ ألغَى ما يَقُولُ المُعَنِّفُ |
وكل محيا بالسلام معظم | كثير إليه الناظر المتشوف |
وَأبْيَضَ بَسّامٍ كَأنّ جَبينَهُ | سنا قمر أو بارق متكشف |
حَيِيٌّ، فإنْ سِيمَ الهَوَانَ رَأيتَهُ | يَشّدُّ ولا ماضِي الغِرَارَينِ مُرْهَفُ |
لَنَا الجَبَهاتُ المُستَنيرَاتُ في العُلى | إذا التثم الأقوام زلا وأغدفوا |
أبُونَا الذي أبدَى بِصِفّينَ سَيفَهُ | ضُغَاءَ ابنِ هِندٍ، وَالقَنا يتَقَصّفُ |
ومن قبل ما أبلى ببدر وغيرها | وَلا مَوقِفٍ إلاّ لَهُ فيهِ مَوقِفُ |
ورثنا رسول الله علويّ مجده | ومعظم ما ضم الصفا والمعرف |
وعند رجال أنَّ جل تراثه | قَضِيبٌ مُحَلًّى ، أوْ رِداءٌ مُفَوَّفُ |
يُرِيدُونَ أنْ نُلْقي إلَيهِمْ أكُفَّنَا | وَهِن دَمِنا أيديهِمُ، الدّهرَ، تَنطِفُ |
فلله ما أقسى ضمائر قومنا | لَقَدْ جاوَزُوا حَدّ العُقوقِ وَأسرَفُوا |
يضنون أن نعطي نصيبنا من العلا | وَقَدْ عالجُوا دَيْنَ العُلى وَتَسَلّفُوا |
وهذا أبي الأدنى الذي تعرفونه | مُقَدَّمُ مَجْدٍ أوّلٌ وَمُخَلَّفُ |
مُؤلِّفُ مَا بَينَ المُلُوكِ إذا هَفَوْا | وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا |
إذا قالَ: رُدّوا غاربَ الحِلمَ رَاجَعُوا | وَإن قال: مهلاً بعضَ ذا الجَدّ وَقّفُوا |
وَبالأمسِ لمّا صَالَ قادِرُ مُلْكِهِمْ | وأعرض منه الجانب المتخوف |
تلافاه حتى سامح الضغن قلبه | وأسمح لما قيل لا يتألف |
وَكَانَ وَليُّ العَقْدِ وَالعَهْدِ بَيْنَهُ | وبين بهاء الملك يسعى ويلطف |
ولما التقى نجوى عقيل لنبوة | ومد لهم حبل من الغدر محصف |
لَوَى عِطفَهُ ليَّ القنيّ رِقَابَهُمْ | وَلَوْ لِسِوَاهُ استَعطَفُوا ما تَعَطّفُوا |
وَسَلْ مُضَراً لمّا سَمَا لدِيَارِهَا | فَهَبّ وَنَامَ العَاجِزُ المُتَضَعَّفُ |
تَوَلّجَها كالسّيْلِ صُلْحاً وَعَنوَة ً | فأبقى وَرَدّ البِيضَ ظَمأى تَلَهّفُ |
لَهُ وَقَفَاتٌ بالحَجيجِ شُهُودُهَا | إلى عقب الدنيا منى والمخيّف |
وَمِنْ مَأثُرَاتٍ غَيرَ هاتيكَ لم تَزَلْ | لهَا عُنُقٌ عالٍ عَلى النّاسِ مُشرِفُ |
حمى فاه عن بُسط الملوك وقد كبت | عَلَيها جِبَاهٌ مِنْ رِجَالٍ وَآنُفُ |
زِمَامُ عُلاً لَوْ غَيرُهُ رَامَ جَرّهُ | لسَاقَ بهِ حَادٍ من الذّلّ مُعنِفُ |
جرى ما جرى قبلي وها أنا خلفه | إلى الأمد الأقصى أغذ وأوجف |
ولولا مراعاة الأبوَّة جزته | ولكنْ لغير العجز ما أتوقف |
حذَفتُ فُضُولَ العَيشِ حتّى رَددتُها | إلى دُونِ ما يَرْضَى بِهِ المُتَعَفِّفُ |
وَأمّلْتُ أنْ أجرِي خَفيفاً إلى العُلَى | إذا شِئتُمُ أنْ تَلحَقُوا فتَخَفّفُوا |
حلفت برب البدن تدمى نحورها | وبالنفر الأطوار لبّوا وعرّفوا |
لأبتذلنَّ النفس حتى أصونها | وغيريَ في قيد من الذل يرسُف |
فقد طالما ضيّعت في العيش فرصة | وهل ينفع الملهوف ما يتلهف |
وإن قوافي الشعر ما لم أكنْ لها | مُسَفسَفَة ٌ، فيها عَتيقٌ وَمُقرِفُ |
أنَا الفَارِسُ الوَثّابُ في صَهَوَاتِهَا | وكل مجيد جاء بعديَ مردف |