أغر أياميَ مني ذا الطللْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أغر أياميَ مني ذا الطللْ | وإنها ما حمّلتني أحتمل |
وَأنّني بَقِيّة ُ البُزْلِ الأُوَلْ | قد يجسر العود على طول العمل |
شَيْبٌ وَمَا جُزْتُ الثّلاثِينَ نزَلْ | نزول ضيف ببخيل ذي علل |
يصرِفُ عنه السّمعَ إن رَغا الجَمَلْ | وَلا يَقُولُ إنْ أنَاخَ: حيّ هَلْ |
كَأنّهُ لَمّا طَرَا عَلى عَجَلْ | سَوَادُ نَبْتٍ عَمَّهُ بَياضُ طَلّ |
يجيءُ بالهم ويمضى بالأجل | فأُوهِ إنْ حَلّ، وَوَاهاً إنْ رَحَلْ |
أبدَلٌ مِنَ الشّبَابِ لا بَدَلْ | سِرْعَانَ مَا رَقّ الأديمُ وَنَغِلْ |
هل ينفعنّي في الوهاد والقلل | مد العَلابيّ من النوق الذُلَلْ |
في فِتيَة ٍ عَوّدَهم جَوْبُ السُّبلْ | أنْ يَشرَبوا ماءَهُم عَلى المَقَلْ |
يَنْضُونَ باللّيْلِ غُلالاتِ الكَسلْ | ويستسلون الكرى من المقل |
إذا دعوا للطعن والخطبُ جلل | حسبت أيديهم من القنا الذُبل |
يُبقُونَ آثَاراً مِنَ الطّعنِ نَجَلْ | من كل فوهاء كما ضغ الوعل |
يطمعُ في حاملها السمع الأزل | يقول من عاينها من الوجل |
كذا الطعان لا عمى ً ولا شلل | في كلّ يَوْمٍ أنا مِخماصُ الأُصُلْ |
آكلُ بالميس غوارب الإبل | أهْدُمُ مَا يَبني السّنَامُ وَالكَفَلْ |
بين عجاريف العنيق والرمل | مُشتَملاً بُرْدَ الجَنوبِ وَالشَّملْ |
وَطالعاً مَعَ الشّميطِ ذي الشُّعَلْ | وَغارِباً مَعَ الظّلامِ وَالطَّفَلْ |
تَعَرُّضاً للرّزْقِ وَالرّزْقُ أشَلّ | وشنج الكف إذا قيل بذل |
رِدْ ما سقاك الدّهر علا ونهل | وَما حَذَتكَ النّائِباتُ، فانتَعِلْ |
ما دُمتَ جَثّاماً عَلى نِضْوِ الإبلْ | مُسَوَّفاً في كُلّ يَوْمٍ بالرِّحَلْ |
مَن لمْ يُعَانِ الغَزْوَ لمْ يُعطَ النَّفَلْ | قد انقضى العمرُ وأنتَ في شغل |
فاجسُرْ على الأهوَالِ إن كنتَ رَجُل | وَنَلْ بأطرَافِ القَنا مَا لمْ يُنَلْ |
من طلب العز بغير السيف ذل | وأمش إلى المجد ولو على الأسل |
وَانجُ من الهُونِ كما يَنجو البَطَلْ | من لم يئل من بعدها فلا وأل |