لنا كل يوم رنة خلف ذاهب
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لنا كل يوم رنة خلف ذاهب | ومستهلك بين النوى والنوادب |
وقلعة اخوان كانا وراهم | نُرامِقُ أعجَازَ النّجومِ الغَوارِبِ |
نوادع احداث الليالي على شقى ً | من الحرب لو سالمن من لم يحارب |
وَنأمُلُ مِنْ وَعدِ المُنى غيرَ صَادِقٍ | ونأمن من وعد الردى غير كاذب |
وَما النّاسُ إلاّ دارِعٌ مِثْلُ حاسِرٍ | يُصابُ، وَإلاّ داجنٌ مثلُ سَارِبِ |
الى كم نمنى بالغرور وننثني | بِأعْنَاقِنَا للمُطْمِعَاتِ الكَوَاذِبِ |
وهل ينفع المغرور قرب للنوى | تَلَوُّمُ مَغْرُورٍ بِأرْجَاءِ جَاذِبِ |
لُزِزْنا مِنَ الدّهرِ الخَؤونِ بمِصْدَمٍ | يحطم اشلاء القرين المجاذب |
هوَ القدَرُ المَجلوبُ من حيثُ لا يُرَى | وَأعْيَا عَلَيْنَا رَدُّ تِلْكَ الجَوَالِبِ |
نُراعُ إذا ما شيكَ أخمَصُ بَعضِنا | وَأقدامُنَا مَا بَينَ شَوْكِ العَقارِبِ |
ونمسي بامال الدنيا سمام لطاعم | وَخَوْفٌ لمَطْلُوبٍ، وَهُمٌّ لِطَالِبِ |
تصدى لنا قرب الموامق ذي الهوى | ويختلنا كيد العدو المجانب |
وَإنّا لَنَهْواهَا عَلى الغَدْرِ وَالقِلى | ونمدحها مع علمنا بالمعائب |
وحسبي من ضراء دهري انني | أُقِيمُ الأعادي لي مَقَامَ الحَبَائِبِ |
ألم يأن يا للناس هبة نائم | رأى سيرة الايام اوجد لاعب |
حدت بعصاها لآل ساسان والتوت | يَداهَا بِآلِ المُنْذِرَيْنِ الأشَاهِبِ |
وحلت على اطلال عاد وحمير | سنابكها حل الجياد اللواغب |
نزلن قباب المنذر بن محرق | واندية الشم الطوال بمارب |
نبا ببني العنقاء ناب وقعقعت | عماد بني الريان احدى الشواعب |
فقادتهم قود الايانق في البرى | وَزَمّتْهُمُ زَمَّ القُرُومِ المَصاعِبِ |
أهَبّتْ عَلَيهِمْ قاصِفاً مِنْ رِيَاحِها | فطاروا كما ولى جفاء المذانب |
مَسِيرٌ مَعَ الأقْدارِ مَا فيهِ وَنْيَة ٌ | وَلا وَقْعَة ٌ بَعْدَ اللُّغُوبِ لِرَاكِبِ |
وَمَنْ كَانَتِ الأيّامُ ظَهْراً لرَحْلِهِ | فيا قرب ما بين المدى والركائب |
ومن اصبح المقدار حادي مطيه | أجَدّ بِلا رُزْءٍ، وَلا سَوْطِ ضَارِبِ |
على مثلها يدمي الحليم بنانه | عِضاضاً على أيدي المَنايا السّوَالِبِ |
عَلى أيّ خَلقٍ آمَنُ الدّهرَ بَعدَما | تَبَاعَدَ مَا بَيْني وَبَينَ الأقَارِبِ |
سِنانُ عُلًى ، عُزّي، قَناتي، وَمَضْرَبٌ | مِنَ المَجدِ مُستَثنًى بهِ من مَضَارِبي |
ولما طوى طي البرود واقبلوا | يُهَادُونَهُ بَينَ الطُّلَى وَالمَناكِبِ |
صبرت عليه اطلب النصر برهة | من الدّهرِ ثمّ انقدتُ طوْعَ الجَواذِبِ |
تَقَطّعَتِ الأسبابُ بَيْني وَبَيْنَهُ | فلم تبق الا علقة للمناسب |
لَئِنْ لمْ نُطِلْ لَدْمَ التّرَائِبِ لوْعة ً | فان لنا لدما وراء الترائب |
يتم تمام الرمح زادت كعوبه | وتهتز للحمد اهتزتاز القواضب |
بمَطْرُورَة ِ الأنْيَابِ عُوجِ المَخالِبِ | وَلا الرّيقُ في كَرّ الرّزايَا بناضِبِ |
يداهي ضباب القاع وهو كانه | من اللين غمر غير جم المذاهب |
إذا طَبَعَ الآرَاءَ مَاطَلَ غَرْبَهَا | فلم يمضها الا باذن العواقب |
منَ القَوْمِ حَلّوا في المَكارِمِ وَالعُلى | بمُلتَفّ أعياصِ الفُرُوعِ الأطايِبِ |
اقاموا بمستن البطاح ومجدهم | مكان النواصي من لؤي بن غالب |
بهاليل ازوال تعاج اليهم | صدور القوافي أو صدور النجائب |
عِظَامُ المَقارِي يُمطِرُونَ نَوَالَهُمْ | بايدي مساميح سباط الرواجب |
إذا طَلَبُوا الأعداءَ كانُوا نَغيضَة ً | ليَوْمِ الوَغَى من قَبلِ جَرّ الكتائِبِ |
وَباتُوا مَبيتَ الأُسدِ تَلتمسُ القِرَى | بمطورة الانياب عوج المخالب |
و اضحوا على الاعواد تسمو لحاظهم | كلمح القطاميات فوق لمراقب |
فماشئت من داع إلى الله مسمع | وَمِنْ ناصِرٍ للحقّ ماضِي الضّرَائِبِ |
هم استخدموا الاملاك عزاً وارهفوا | بَصائِرَهُمْ بَعدَ الرّدَى وَالمَعاطِبِ |
وَهمْ أنزَلوهُمْ بَعدَما امتَدّ غَيُّهمْ | جَماماً على حُكمٍ من الدّينِ وَاجبِ |
تَسَامَوْا إلى العِزّ المُمَنَّعِ، وَارْتَقَوْا | من المَجدِ أنشازَ الذُّرَى وَالغَوَارِبِ |
على ارث مجد الاولين تعلقوا | ذوائب اعناق العلى والمناصب |
بحَيثُ ابتَنَتْ أُمُّ النّجُومِ مَنَارَهَا | وَأوْفَتْ رَبَايَا الطّالِعاتِ الثّوَاقِبِ |
لهم ورق من عهد عاد وتبع | حَديدُ الظُّبَى إلاّ انثِلامَ المَضَارِبِ |
فضالات ما ابقى الكلاب وطخفة | وما أسأر الابطال يوم الذنائب |
بهن فلول من وريدي عتيبة | ونضخ نجيع من ذؤاب بن قارب |
تُقَلقَلُ في الأغمادِ هَزْلاً، وَخَطبها | جَسِيمٌ إذا جُرّبنَ بَعضَ التجارِبِ |
غدوا الى هدم الكواهل والطلى | وَعَوْدٌ إلى حَذْفِ الذُّرَى وَالعَرَاقِبِ |
لتبك قبور افرغ الموت تحتها | سِجَالَ العَطَايَا بَعدَهُمْ وَالرّغائبِ |
وَطابَ ثَرَاها، وَالثّرَى غَيرُ طَيّبٍ | وَذابَ نَداها، وَالنّدى غَيرُ ذائِبِ |
كَأنّ اليَمَاني ذا العِيَابِ بِأرْضِها | يقلب من دارين ما في الحقائب |
اذا اجتاز ركب كان اجود عندها | بعقر المطايا من سحيم وغالب |
افي كل يوم يعرق الدهر اعظمي | وَيَنهَسُ لحمي جَانِباً بَعدَ جانِبِ |
فَيَوْماً رَزَايَا في صَديقٍ مُصَادِقٍ | و يوماً رزايا في قريب مقارب |
فَكَمْ فَلّ منّي ساعِداً بَعد ساعِدٍ | وَكَمْ جَبّ منّي غارِباً بَعدَ غارِبِ |
و فادحة يستهزم الصبر باسمها | وَتُظمَى إلى مَاءِ الدموعِ السّوَاكِبِ |
صَبَرْنَا لهَا صَبرَ المَناكِبِ حِسبَة ً | إذا اضطرت الناس اضطراب الذوائب |
تُعَاصِي أنَابِيبُ الحُلُومِ جَلادَة ً | و تعهفوا يراعات العقول العوازب |
كظوماً على مثل الجوائف اتعبت | نطاسيها من قارف بعد جالب |
تحل الرزايا بالرجال وتنجلي | ورب مصاب ينجلي عن مصائب |
مِنَ اليَوْمِ يَستَدعي مَنازِلَكَ البكا | إذا مَا طَوَى الأبوابَ مَرُّ المَواكِبِ |
وَتَضْحَكُ عنكَ الأرْضُ أُنساً وَغبطة | وَتَبكيكَ أخْدانُ العُلَى وَالمَنَاقِبِ |
سقاك الحيا إن كان يرضي لك الحيا | بغر الاعالي مظلمات الجوانب |
تمد بارداف ثقال وترتمي | على عجرفيات الصبا والجنايب |
كَأنّ لِوَاءً يَزْدَ حِمْنَ وَرَاءَهُ | إذا اختَلَجَ البرْقُ ازْدحامَ المَقَانِبِ |
بودق كاخلاق العشار استفاضها | تداعي رغاء من مبس وحالب |
يقر بعيني ان تطيل مواقفاً | عليك مجر المدجنات الهواضب |
و إن ترقم الأنواء تربك بعدها | بكُلّ جَديدِ النَّورِ رقمَ الكَوَاكِبِ |
ذَكَرْتُكُمُ، وَالعَينُ غَيرُ مُحيلَة ٍ | فانبطت غدران الدموع السواكب |
وَمَا جَالَتِ الألحَاظُ إلاّ بِقَاطِرٍ | وَلا امتَدّتِ الأنفاسُ إلاّ بحَاصِبِ |
وَهَلْ نافعي ذِكْرُ الأخِلاّءِ بَعْدَهُ | جَرَى بَينَنا مَوْرُ النَّقَا وَالسّبَاسِبِ |