ترى نوب الايام ترجى صعابها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ترى نوب الايام ترجى صعابها | وَتَسْألُ عَنْ ذي لِمّة ٍ مَا أشابَهَا |
وهل سبب للشيب من بعد هذه | فدأبك يا لون الشباب ودابها |
شربنا من الايام كأساً مريرة | تُدارُ بِأيْدٍ لا نَرُدّ شَرَابَهَا |
نعاتبها والذنب منها سجية | ومن عاتب الخرقاء مل عتابها |
وَقالُوا: سِهامُ الدّهرِ خاطٍ وَصَائِبٌ | فكيف لقينا يا لقوم صيابها |
أبَتْ لِقحَة ُ الدّنيا دُرُوراً لعاصِبٍ | وَيَحْلُبُها مَنْ لا يُعَاني عِصَابَهَا |
وَقَدْ يُلقِحُ النّعمَاءَ قَوْمٌ أعِزّة ٌ | وَيَخسَرُ قَوْمٌ عَاجِزُونَ سِقَابَهَا |
وكنت اذا ضاقت مناديح خطة | دَعَوْتُ ابنَ حَمدٍ دَعوَة ً فأجابَهَا |
أخٌ ليَ إنْ أعْيَتْ عَليّ مَطالِبي | رَمَى ليَ أغراضَ المُنَى ، فأصَابَهَا |
اذا استبهمت علياء لا يهتدي لها | قَرَعْتُ بِهِ دُونَ الأخِلاّءِ، بَابَهَا |
بهِ خَفّ عَنّي ثِقْلُ فادِحَة ِ النّوَى | وَحَبّبَ عِنْدِي نَأيَهَا وَاغْتِرَابَهَا |
ثَمَانُونَ مِنْ لَيلِ التّمامِ نَجُوبُها | رَفيقَينِ تَكْسُونَا الدّيَاجي ثِيَابَهَا |
نؤم بكعب العامريّ نجومها | إذا ما نَظَرْنَاها انتَظَرْنَا غِيَابَهَا |
نُقَوِّمُ أيْدِي اليَعْمَلاتِ وَرَاءَهُ | ونعدل منها اين أومى رقابها |
كأنا أنابيب القناة يؤمها | سِنانٌ مضَى قُدْماً، فأمضَى كِعابَهَا |
كَذِئْبِ الغَضَا أبصَرْتَهُ عندَ مَطمعٍ | اذا هبط البيداء شم ترابها |
بعَينِ ابنِ لَيلى لا تُداوَى منَ القَذَى | يُرِيبُ أقاصِي رَكْبِهِ مَا أرَابَهَا |
تَرَاهُ قَبُوعاً بَينَ شَرْخَيْ رِحَالِهِ | كمَذرُوبَة ٍ ضَمّوا عَلَيها نِصَابَهَا |
فَمِنْ حِلّة ٍ نَجْتَابُهَا وَقِبِيلَة ٍ | نَمُرّ بِهَا مُسْتَنبحِينَ كِلابَهَا |
وَمِنْ بَارِقٍ نَهْفُو إلَيْهِ، وَنَفْحَة ٍ | تذكرنا ايامها وشبابها |
ولهفي على عهد الشباب ولمة | أطَرّتْ غَداة َ الخَيْفِ عَنّي غُرَابَهَا |
وَمِنْ دارِ أحْبَابٍ نَبُلّ طُلُولَهَا | بِمَاءِ الأمَاقي أوْ نُحَيّي جَنَابَهَا |
وَمِنْ رِفْقَة ٍ نَجْدِيّة ٍ بَدَوِيّة ٍ | تُفَاوِضُنَا أشْجَانَهَا وَاكْتِئَابَهَا |
وَنُذْكِرُها الأشْوَاقَ حتى تُحِنَّهَا | وتعدي باطراف الحنين ركابها |
إذا مَا تَحَدّى الشّوْقُ يَوْماً قُلُوبَنا | عَرَضْنَا لَهُ أنْفَاسَنَا وَالتِهَابَهَا |
وَمِلْنَا عَلى الأكْوَارِ طَرْبَى ، كأنّما | رَأيْنَا العِرَاقَ، أوْ نَزَلْنَا قِبَابَهَا |
نشاق الى اوطاننا وتعوقنا | زِياداتُ سَيْرٍ مَا حَسِبْنَا حِسَابَهَا |
وَكَمْ لَيْلَة ٍ بِتْنَا نُكَابِدُ هَوْلَهَا | ونمزق حصباها اذا الغمر هابها |
وَقَد نَصَلَتْ أنضَاؤنَا مِنْ ظَلامِهَا | نصول بنان الخود تنضو خضابها |
وَهَاجِرَة ٍ تُلقي شِرَارَ وَقُودِهَا | على الركب انعلنا المطي ظرابها |
إذا مَا طَلَتْنَا بَعْدَ ظَمْءٍ بِمَائِهَا | وعج الظوامي اوردتنا سرابها |
تَمَنّى الرّفاقُ الوِرْدَ وَالرّيقُ ناضِبٌ | فَلا رِيقَ إلاّ الشّمسُ تُلقي لُعابَهَا |
إلى أنْ وَقَفْنَا المَوْقِفَينِ وَشَافَهَتْ | بِنَا مَكّة ٌ أعْلامَهَا وَهِضَابَهَا |
وبتنا بجمع والمطي موقف | نؤمل ان نلقى منى وحصابها |
وَطُفْنَا بِعَاديّ البِنَاءِ مُحَجَّبٍ | نرى عنده اعمالنا وثوابها |
وزرنا رسول الله ثم بعيده | قُبُورَ رِجَالٍ مَا سَلَوْنَا مُصَابَهَا |
وَجُزْنَا بسِيفِ البَحْرِ وَالبَحْرُ زَاخرٌ | بلجته حتى وطئنا عبابها |
خُطوبٌ يُعِنَّ الشّيبَ في كلّ لِمّة ٍ | وينسين ايام الصبا ولعابها |
عسى الله ان يأوي لشعث تناهبوا | هِبَاتَ المَطَايَا نَصَّها وَانجِذابَهَا |
وَجَاسُوا بأيدِيهَا عَلى عِلَلِ السُّرَى | حرارَ اماعيز الطريق ولابها |
فيرمي بها بغداد كل مكبر | إذا مَا رَأى جُدْرَانَهَا وَقِبَابَهَا |
فكم دعوة ارسلتها عند كربة | إلَيهِ فكانَ الطَّولُ مِنهُ جَوَابَهَا |