لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ | مبشِّراً بأولِ الأنجالِ |
سعَتْ سباعُ الأَرضِ والسماءِ | وانعقد المجلسُ للهناءِ |
وصدرَ المرسومُ بالأمانِ | في الأَرضِ للقاصي بها والدَّاني |
فضاقَ بالذيولِ صحنُ الدار | من كلِّ ذي صوفٍ وذي منقار |
حتى إذا استكملَتِ الجمعيَّهْ | نادى منادي اللَّيْث في المَعيَّهْ |
هل من خطيبٍ محسنٍ خبيرِ | يدعو بطول العمر للأمير؟ |
فنهض الفيلُ المشيرُ السامي | وقال ما يليقُ بالمقام |
ثم تلاه الثعلبُ السفيرُ | ينشدُ، حتى قيلَ: ذا جرير |
واندفعَ القردَ مديرُ الكاسِ | فقيلَ: أحسنتَ أبا نواسِ! |
وأَوْمأَ الحِمارُ بالعقيرَه | يريدُ أَن يُشرِّفَ العشيره |
فقال: باسمِ خالِقِ الشعيرِ | وباعثِ العصا إلى الحمير!... |
فأزعج الصوتُ وليَّ العهدِ | فماتَ من رعديهِ في المهدِ |
فحملَ القومُ على الحمارِ | بجملة ِ الأنيابِ والأظفار |
وانتُدبَ الثَّعلبُ لِلتأبينِ | فقال في التعريضِ بالمسكينِ: |
لا جعَلَ الله له قرارا | عاشَ حِماراً ومضى حمارا! |