ظبيٌ رأى صورتهْ في الماء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ظبيٌ رأى صورتهْ في الماء | فرفع الرأْسَ إلى السماءِ |
وقال يا خالِقَ هذا الجيدِ | زنهُ بعقدِ اللؤلؤ النَّضيدِ |
فسمعَ الماءَ يقولُ مفصحا | طلبْتَ يا ذا الظَّبْيُ ما لن تُمنَحا |
إنّ الذي أعطاكَ هذا الجيدا | لم يُبق في الحسنِ له مَزيدا |
لو أن حسنهُ على النحورِ | لم يخرج الدُّر من البحورِ |
فافتتَن الظبيُ بِذِي المقالِ | وزادهُ شوقاً إلى اللآلي |
ولم يَنلهُ فمُهُ السقيمُ | فعاش دهراً في الفَلا يَهيم |
حتى تَقضَّى العمرُ في الهُيامِ | وهجْرِ طِيبِ النَّومِ والطعام |
فسارَ نحو الماءِ ذاتَ مرهْ | يَشكو إليه نفعَهُ وضرَّه |
وبينما الجارانِ في الكلام | أقبلَ راعي الدَّيرِ في الظلام |
يتبعه حيثُ مشى خنزيرُ | في جِيدِهِ قِلادة ٌ تُنير |
فاندفع الظبيُ لذاكَ يبكي | وقال من بعدِ انجلاءِ الشكِ |
ما آفة ُ السعيِ سوى الضلالِ | ما آفهُ العمرِ سوى الآمال |
لولا قضاءُ الملكِ القدير | لما سعى العقدُ إلى الخنزير |
فالتفتَ الماءُ إلى الغزال | وقال: حالُ الشيخِ شرُّ حال |
لا عَجَبٌ، إن السنينَ مُوقِظهْ | حفظتَ عمراً لو حفظتَ موعظهْ |