آل زغلولَ، حَسْبُكم من عزاءٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
آل زغلولَ، حَسْبُكم من عزاءٍ | سُنَّة ُ الموتِ في النَّبِيِّ وآلِه |
في خلالِ الخطوبِ ما راع إلا | أنها دون صبركم وجماله |
حمل الرزءَ عنكمُ في سعيدٍ | |
قد دهاه من فقده ما دهاكم | وبكى ما يكيتم من خلاله |
فكما كان ذخركم ومناكم | كان من ذخره ومن آماله |
ليت من فكَّ أسركم لم يكله | للمنايا تمدُّه في اعتقاله |
حجبتْ من ربيعه ما رجوتم | وطوَتْ رحلة العُلا من هلاله |
آنستْ صحة ً فمرت عليها | وتخطَّتْ شبابه لم تباله |
إنما مِنْ كِتابِه يُتَوَفَّى المر | ءُ، لا من شبابه واكتهاله |
لست تدري الحِمامُ بالغاب هل حا | مَ على اللَّيْثِ، أَم على أَشباله |
يا سعيدُ اتَّئِدْ، ورِفْقاً بشيخٍ | والهٍ من لواعج الثكل واله |
ما كفاه نوائب الحقِّ حتى | زِدْتَ في هَمِّه وفي إشغاله |
فَجأَ الدهرُ، فاقتضبْتُ القوافي | من فجاءاته وخطفِ ارتجاله |
قمْ فشاهدْ لو استطعتَ قياماً | حَسرَة الشعرِ، والْتِياعَ خياله |
كان لي منك في المجامع راوٍ | عجَزَ ابنُ الحسين عن أَمثاله |
فطنٌ للصَّحاح من لؤلؤ القو | لِ، وأدرى بهنّ منْ لآله |
لم يَكُنْ في غُلُوِّهِ ضيق الصَّد | رِ، ولا كان عاجزاً في اعتداله |
لا يُعادي، ويُتَّقى أَن يُعادَى | ويُخلِّي سبيلَ منْ لم يُواله |
فامْضِ في ذمة ِ الشبابِ نقيّاً | طاهراً ما ثَنيت من أَذياله |
إنّ للعصر والحياة ِ لَلُؤماً | لستَ مِنْ أَهلِه ولا مِنْ مَجاله |
صانكَ اللهُ من فسادِ زمانٍ | دَنَّسَ اللؤمُ مِن ثيابِ رِجاله |
سيقولون: ما رثاه على الفضـ | ـل، ولكنْ رَثاه زُلفَى لخاله |
أيهم منْ أتى برأس كليبٍ | أَو شَفَى القُطْرَ من عَياءِ احتلاله؟ |
ليس بيني وبين خالِكَ إلا | أنني ما حييتُ في إجلاله |
أَتمنَّى لمصرَ أَن يَجرِيَ الخيـ | ـرُ لها مِنْ يَمينِه وشِماله |
لسْتُ أَرجوه كالرجال لصَيْدٍ | من حرامِ انتخابهم أو حلاله |
كيف أرجو يا أبا سعيدٍ لشيءٍ | كان يُقْضَى بكُفره وضلاله؟! |
هو أَهلٌ لأَنْ يرُدَّ لقومي | أَمْرَهم في حقيقة استقلاله |
وأنا المرءُ لم أرَ الحقَّ إلا | كنتُ من حزبه ومن عمَّاله |
ربَّ حرٍّ صنعتُ فيه ثناءً | عجزَ الناحتون عن تمثاله |