مَنْ صَوَّرَ السِّحْرَ المُبينَ عيونا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَنْ صَوَّرَ السِّحْرَ المُبينَ عيونا | واحلَّه حدقاً لها وجفونا ؟ |
نظرتْ ، فحلتُ بجانبي ، فاستهدفتْ | كبدي ، وكان فوادي المغبونا |
ورمت بسهم جال فيه جولة ً | حتى استقر ، فرنَّ فيه زنينا |
فَلَمَسْتُ صدري مُوجساً ومُرَوَّعاً | ولمست جنبي مشفقاً وضنينا |
يا قلبُ، إن من البَواتر أَعْيُناً | سوداً ، وإن من الجآذر عينا |
لا تأْخذنّ من الأُمور بظاهرٍ | إن الظواهر تخدعُ الرائينا |
فلكم رَجَعتُ من الأَسِنّة سالماً | وصدرت عن هيفِ القدود طعينا |
وخميلة ٍ فوق الجزيرة مسها | ذهبُ الأصيل حواشياً ومتونا |
كالتبر أفقاً ، والزبرجدِ ربوة | والمسكِ ترباً ، واللجين معينا |
وقف الحيا من دونها مُسْتأْذِناً | ومشى النسيم بظلها ماذونا |
وجرى عليها النيلُ يَقْذِفُ فضَّة | نثراً، ويَكسِر مَرْمَراً مَسْنونا |
يُغري جواريَهُ بها، فَيجئنها | ويغيرهنَّ بها ، فيستعلينا |
راع الظلام بها اوانس ترتمي | مثلَ الظباءِ من الرُّبى يَهوِينا |
يخطرن في ساح القلوب عواليا | ويملن في مرأى العيون غصونا |
عِفْنَ الذيولَ من الحرير وغيره | وسَحَبْنَ ثَمَّ الآسَ والنَّسْرينا |
عارضتهن ولي فؤادٌ عرضة ٌ | لهوى الجآذرِ دانَ فيه ودِينا |
فنظرن لا يدرين : أذهبُ يسرة ً | فيحدنَ عني ، أم أميل يمينا ؟ |
ونفرنَ من حولي وبين حبائلي | كالسِّرب صادفَ في الرَّواح كَمِينا |
فجمعتهن إلى الحديث بدأته | فغصبن ، ثم أعدته فرضينا |
وسمعت من أهوى تقول لتربها : | أَحْرَى بأَحمدَ أَن يكون رزينا |
قالت: أَراه عندَ غاية ِ وَجْدِه | فلعلَّ ليلى ترحمُ المجنونا |