مسلةٌ من دموع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عندما طوّفت بصدري الخيولُ | أيقظ الفجرَ في العيون | الصهيلُ | دسّت الشمسُ في قميصي سِفرا | من ترانيم | نضحُها زنجبيل | فتناسلتُ في ضفاف الحكايا | ومضَ دمعٍ | يشعُ منه الأصيل | كان عمري عشرين ألف انشطار | تحتَ شمسٍ | يصوغها المستحيل | كنتُ في خاطرِ المواويل لحنا | يختبي خلفه | سؤالٌ خجول | الحماماتُ ريشها سنبلاتٌ | ملء روحي | إذ الحصاد هديل | أجرح الصحو باقتراف " لماذا " | هادنَ القحطَ في السماء الهطول | راكضا باتجاه مالستُ أدري من دروب | وليس ثمَّ وصول | باحثا عنك | مذ تبعثرتَ عشقا في زوايايَ | - أيها اللاأقول - | خارج النص أنت | أم في متوني | كحلُ معناك في السطور يسيل.. | دغدغ الفجرُ أحرفي | فأفاقت في سطوري أيائلٌ، | ووعول | فاعبر الآن | إن آخر جسر بين ثغري وخدِّك | التقبيل | واسق عينيك من نزيف شؤوني | فشؤوني نزيفهن مهول | مذ تنفستُ عشبَ حبِّك يوما | هندس الزهرَ في دمي " أبريل " | أنتَ نصٌّ | ويختبي فيه نصٌّ | خلف نص تذوب فيه الشكول | وأنا القاريء البدائي | احبو بين جفنيك.. | والمسافة جيلُ | شاكس الماءَ إصبعي | - ذات نهر- | فإذا الموجُ قاتلٌ وقتيلُ | وإذا الآه سلمٌ من حريق | أتهجاه | والمدى مغلول | ماسأعطيك؟ | وجهتي لاامتدادٌ | وجهتي شارع طويلٌ.. طويلُ | لست تسطيع أن ترمّم حزني | بابتسامٍ | لأنني مخبول | إنني " ديوجين " | مازال يسعى- منذ دهر – | بكفّه قنديل | فانظر الآن من ثقوب سمائي | أيَّ حزن براحتيَّ أهيل | أيُّ كفّ تلم رمل اندهاشي | حينما الأرض في يدي تستطيل | أشعر الآن أن كليّ يدمى | فرط مافي الحشا تغوص النصول | ( خلف ظهري كتائبٌ | وتجاهي | فعلى أي ضفتيَّ أميل ) | إن ضدي يقاتل الآن ضدي | وبرأسي من الحروب طبول.. | يالروحي | مدينةً من دخانٍ | سحب الموت في سماها تجول | ها أنا جاثم الأسى فوق بعضي | أحطب العمر | والسنون عويل | ايه ياصاحبي الجميلَ | لماذا لم تقل!! | أيها الأميرُ الجميل | ربما كنت قادرا لو بصدري أدفعُ الموج | حين تعلو السيول | ولأمت | حيث من تجاويفِ قبري | سوف يرقى إلى السماء | رسول.. | ...ثم ماذا حين انكسرت بلادا | وتشظّت على المرآيا | الفصول | كيف أنسل من قصائد حزني | والقوافي لهنَّ فيَّ صليل | والمسافات ياصديقيَ خجلى | والسماوات | نصفها مستقيل | أورق الهجر في عيوني حقلا من بكاء، | إن البكاء حقول | موجةٌ " دجلوية " فززتني" | أخبرتني أن الفرات عليل | أخبرتني | بأن طرف المها قد خانه الجسر | والبلاد طلول | أخبرتني | وأخبرتني | وغصّت بافتكار | طيوفه ترتيل | بافتكار | صُلبتُ فيه مسيحا | فوق رأسي من الأسى إكليل | في عيوني مسلّة من دموع ذابلات | يصوغهن الأفول | عثرت إحداهن بالضوء سهوا | فالكراريس ملؤها سلسبيل | موطني، | كان لثغة تتهجى.. | أبجديات ماالمرآيا تقول | موطني كان فكرةً من عبيرٍ | يتندّى على صداها الذهول | ويقولون | أنه حين صلّى | شهق التمرُ | فاستفاق النخيل | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عمر محمود عناز) .