مِنْ فكرةِ الغَيمِ |
كُنّا نَغزلُ المَطَرا |
وَننفضُ الدمعَ عنْ أَحدَاقِنا |
لِنَرى |
كُنّا نُفتّشُ عَنْ ظِلٍّ لِضِحكتِنا |
خلفَ النهارِ |
وكانَ الوقتُ مُنكَسِرا |
مُبَعثراً كانَ، |
مَخموراً بأُغنِيةٍ |
تَلعثَمَ الشّوقُ في أَوتارِها |
فَسَرى |
كَانتْ لنَا قَريةٌ أَنفاسُها وَرَقٌ |
في دَفترِ الماءِ |
إذ تطفو عليه قُرَى |
وَمثلما أَدمعُ الفَيروزِ |
كان لنَا حُلْمٌ |
إذا الشمسُ ناغَتْ ظِلَّهُ اعتَذَرا |
فَأَينَ ياقاربَ النسيانِ سِرْتَ بِنا |
وَكيفَ جَرّحْتَ صدرَ البحرِ... فَانهَمَرا |
هلا تَمهَّلتَ |
فالكأسُ التي بِيَدي |
ماأُفنيت خَمرُها |
أَو لونها اعتكَرا |
والشَّاهدانِ |
شُحُوبِي |
وَارتعاشُ يَديْ |
فلا تَلُمْ مُدْنفاً بالعِشقِ إِنْ هَذَرا |
إذ نصف حقل من الأحلام |
في رئتي |
شاخَ انتظارا، |
ونصف في دمي انتحرا |
أَرجُوكَ لاتبتَعدْ.. |
قَرِّبْ خُطاكَ |
فَفِي قَلبي غَزالٌ مِنَ الأَشواقِ |
قَدْ نَفَرا |
وَخَلِّ بَيني وَبَيني |
كَي أُنازِلَني |
وَأَذبَحَ العُمْرَ قُرباناً لِمَنْ هَجَرَا |
مَنْ عَرّشَ الآسُ في مِيناءَ أعينه |
وَمَنْ لِعُشبِ التَّشهي في دِمَاهُ عُرَا |
فَهْوَ الذَّي بذَرَ النَّعناعَ |
في شَفَتِي |
وَحِينَ سَاءلْتُهُ عنْ غَرسِهِ |
نَكَرا |
عتباكَ.. |
مَنْ يجتَني العنّاب |
إِنْ كَبُرَا |
وَمن يُلملمُ موجَ الرّوحِ |
إِن هَدَرَا؟ |
ومن يخيطُ قميصَ الماءِ في نَهَرٍ |
تَعثَّرَ الضوءُ في جُرفَيهِ |
فَانكَسَرَا |
بِاللهِ ياقاربَ النّسيانِ |
كيفَ بِمَنْ |
قدْ حَشّدوا في سَماهُ الدمعَ |
وَالكَدَرا |
مِنْ أَينَ يَهربُ؟ |
مِنْ أيِّ الدُّروبِ |
وقَدْ تَشعَّبَ الموتُ في عَينيهِ |
وَانشَطَرا |
وَأَنكَرتْهُ غُصونٌ طالما افتُرِعَتْ مِنْ راحتَيهِ |
وَصَاغَتْ ظِلَّها صُورا |
فَيالَهُ مُوجعاً، |
إذ كلُّ أَنمُله |
خَانتْهُ |
حِينَ رمى سِنّارَةَ الشُّعَرَا |
فمَا تَصيَّدَ إلاَّ لَهفَةً |
عَبَثتْ بِها الهَواجسُ |
حين اشَّابكَتْ |
زُمَرَا |
وَحِينَ دارتْ بهِ الأَفلاكُ دَورَتَها |
وَأَنبتَ الغيمُ في أَعتابِهِ المَطَرا |
تَأبَّطَ الحُلمَ المُخضَرَّ جانبُهُ |
وَسَارَ مِنْ خلفِهِ العُشاقُ |
والفُقَرَا |