هذا المساء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذا المساءَ تناثرتْ رِيحُ المُنى | وتدلَّتِ النجماتُ تجمعُ ما انتثرْ |
كانَت تزغردُ في شِفاهي بَسمةٌ | فقذفتُها للبدر فابتسمَ القمرْ |
ريحٌ جلستُ على مشارف نفحِها | وتلوتُ في نفحِاتها بعض السُوَرْ |
كانت رُؤاىَ كأنها برقٌ بَدا | برقٌ تبلَّجَ من ثنيَّاتِ المَطرْ |
فسكبتُ منها للنِسيم جَداولاً | وحَبَستُ منها بَعض زادٍ للسفرْ |
فالشمسُ تَغْرَقُ في جحيم شُعاعِها | شمسُ المساءِ شُعاعُها مثلُ الشررْ |
ألَقٌ تدفق من بريقِ عَواطِفي | إنى ملأتُ حَقائِبي لن أَنتظرْ |
قد بِعتُ للأيامِ كلَّ بَراء َتي | وطلاقتي وطفولَتي وهُدى العِبَرْ |
وغَرستُ في هضباتِها خُصَلَ النَدَى | وَحَصدْتُها شَوقاً تأَلَّقَ كالدُرَرْ |
هذا المساءَ رَحَلتُ عن عُمر مَضى | والناسِ والوهمِ المدمدمِ في السحرِ |
ودفنتُ حُزني في تِلالِ صَبابَتى | ورَمَيتُ وَهمِى في سحابٍ قد عَبَرْ |
ثم اْنطلقتُ وقد تناثَرتِ الرُبَا | إن القَصِىَّ مكانُهُ فوقَ البشَرْ |
ولقد رحلتُ وقد تثاءَ بَ خاطِرى | وطويتُ بالأحلامِ أَكفانَ القدرْ |
إني أنا الرُبَّانُ في ُلججِ المدى | لنْ أُحتَوَى لَن أُستَبى لن اُحتَضَرْ |
في ربوةٍ في الجوِّ كان حديثُنا | والشمسُ ترنُو والكواكبُ والقمرْ |