على شط الأربعين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
قالوا بلغتَ الأربعينَ فقلتُ لا | بل أَدركتنى دون أَنْ أغشاها |
فاليومُ عندى لا يزالُ كيومِ مَنْ | يغدُو يعيشُ مِن الحياةِ صِباها |
والشمسُ ما نَكَرتْ وفائى مرَّةً | ما أمسكَتْ عن مقلتيَّ ضِياها |
والأرضُ إمَّا سِرتُ تعرفُ خَطْوَتى | أمشى فيفرحُ بى هُنَاكَ حَصَاها |
والحُبُّ فى قلبى يعيشُ مُعَربِداً | يجتاحُ أيامى .. يَهزُّ مَدَاها |
إنى حَبكتُ مع السنين صداقةً | أنْ لا تَسُوقَ إلى خُطايَ خُطَاها |
فأعدُّها سنةً إذا ما الناسُ عَدُّو | خمسةً ، أو لا أعُدُّ مُضَاها |
أوَهَل نَعيبُ على الأيامِ مسيرَها | أمْ هلْ نَعيبُ على الأنامِ سُراها |
فالعمرُ ليس هو السنينُ نَعُدُّها | بل إنما هو كسبُ مَنْ يَحياها |
والعمرُ غَضٌّ بالمآثرِ تُبتَنَى | إنَّ المُعمِّرَ مَنْ مَشَى فَبناها |
هبنى ادعيتُ فهل يعابُ مُعَمِّرٌ | ما عابَ شمسَ الكونِ حَرُّ سَنَاها |
ذِكْرُ الدَّعِيِّ بما افترى مَدحٌ له | فالذكرُ أمداحٌ يَفوحُ شَذاها |