في عَهيدِ الزمنِ الصامتِ مِنْ قبلِ الرحيلِ |
وبعُمقِ اللمحَةِ الخرساءِ فى طَرْفٍ كحيلِ |
وُلدَتْ رُوحى على شَطِّ الضواحى فى الأصيلِ |
وأقامَتْ بِضفافِ الحُسْنِ فى غابٍ ظليلِ |
تَغزِلُ الضَوءَ لُحُوناً بينَ أفياءِ النخيلِ |
*** |
جِئْتُ تَهْفُوْ بِسَمائى بسمةُ الطفلِ الغريرِ |
جِئتُ يَحدونى مِرَاحٌ فى فضا الكونِ الكبيرِ |
لا تناجينى شجونٌ لستُ أخشاهُ مصيرى |
لا أرى فى التِّبرِ جاهاً لا ولا زاهى الحريرِ |
غيرَ أنِّى بِعتُ أمسى ثمَّ زايلتُ سريرى |
*** |
ثمَّ إنَّ الدهرَ قد أودَى بمخضرِّ الرِّحابِ |
وتهاوَى فى بياضِ الجِلدِ فاسودَّ إهابى |
وتنامى فى زوايا الفَمِ نابٌ إثرَ نابِ |
وغدتْ تلك الليالى كَحُبابٍ فى العُبابِ |
ذِكرياتٌ قد توَارَتْ خَلْفَ أوهامِ السرابِ |
*** |
أين منى ذلك العهدُ تمطَّى فى الجَمَالِ |
زَهِدَتْ تلكَ الضواحى فى حبورى ووصالى |
خافَنى عُصفُورُها واْرْتابَ سُكَّانُ المجالى |
وتَرَامَيتُ لدنيا الناسِ أمشى فى حِجالِ |
وأناجى الأمسَ حِيناً ثم يردينى خيالي . |