حديث الغضب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماذا أَقولُ وَقد تَساقطَ عنْ يَدي | كُلُّ الذي قد كانَ أمساً في يَدى |
وَتعمّقَتْ ُلججُ الحياةِ أَخوضُها | وَتحطَّمتْ صُوَرُ الجَمالِ بِمرقَدى |
هذى هي الأىامُ قَد نَثَرتْ عَلَىَّ | نِثَارَها فانظُر فُؤَادي واْهتَدِ |
لَن تَنْثَنى الأَيامُ فَاْرمِ بغيرِها | فإذا اْنطَوَى أمَلٌ لديكَ بِفَدفَدِ |
فاهُتف سلامُ الله دُنيايَ التَي | قد كُنتُ أَهفُو في فضاها لِسُؤدَدِ |
لكنني مهما تناءَ ت غَايةٌ | رَجُلٌ يَطيُر السهمُ منه اِلى الغَدِ |
*** | |
أَوَ هل تَرى قلبى الذينَ تَحلَّقوا | حَولَ السرابِ الخافِقِ المتوقِّدِ |
من كُلِّ جبارٍ تَهدَّدَ رَهْطَهُ | تَبَّتْ يَداهُ مِنْ لَعينٍ مُزبِدِ |
أَو كلِّ أفَّاقٍ تَعالى شَأنُهُ | نَحَرَ الكرامَة في الضحى المُتَورِّدِ |
أَوكلِّ عِربيدٍ توسَّطَ ثُلَّةً | شَكَرت له تَمداحَهُ الخَدَّ الندِي |
أَو كلِّ غَاِنيةٍ تخوضُ بِفتنَةٍ | فهْى الضلالُ على خُطَى المُستَرشِدِ |
هم أَرعشوا هذى الديارَ فارعَدتْ | هم أَيقظُوا فِتناً غَفَتْ في السرَمدِ |
وأراكَ أَرحمَ يا سحابُ إذا هَوَتْ | مِنكَ الصواعقُ كالبلاءِ الموُفَدِ |
وأراهُ خيراً إن تَزَلْزَلتِ الدنا | وتبرقعَتْ شَمسُ السما في الأَسوَدِ |
أَوَهَلْ تَرى قلبي نَعيماً في الدنا | لما نظرتَ إلى العُيونِ الشرَّدِ |
إنى رَأيتُ على المذابِلِ صِبيَةً | يا للبراءَةِ يا ضُلوعُ تنهَّدى |
يتنخَّلُونَ من القُمامةِ قُوتَهمْ | وكساؤُهم نَبشُوهُ نَبشَ المُلحَدِ |
ساروا حفاةً أو عُراةً مَنْ لَهم؟ | يا بَردُ فانزِفْ يا دُنا فتجمَّدى |
ما بالُهم قد شُرِّدوا عن مَورِدٍ | عَذْبٍ ليفْنُوا والأنامُ لمورِدِ |
وترمَّلتْ سُنَنُ الحياةِ بأنفُسٍ | نَهضَتْ تُنادِي ليتني لَم أُولَدِ |
قَومى بأى مَشيئةٍ هم شُرِّدوا | قلبى بأىِّ مَشيئَةٍ .. لا تَهتَدى |
أوما نظرتَ الى القُصورِ تطاوَلتْ | نحوَ السحابِ تَصدُّهُ كالمعتدى |
ماذا دهاكَ مِنَ اْمرها لما عَلَتْ | صيحاتُك الكُبرى .. ولم تَتَجلَّدِ |
*** | |
أسطورةُ الدَّورِ الذي تحيا بهِ | يا قلبُ فاْعقِلْ بَينَ رُشدٍ أو دَدِ |
ولقد تهاتَفَتِ الليالي..فاْنتَبِهْ | واْمدُدْ يَدَيكَ إلي الحُسامِ المُغْمَدِ |
واْنهضْ بعزمِ الثائرينَ وطُفْ على | دُنيا التنعُّمِ والنيامِ الهُجَّدِ |
والنائحينَ على حياضِ البؤسِ فى | غَسقِ الدجى القاسى الكئيبِ الأسودِ |
فالشرُّ مَدَّ ذِراعَهُ فاْمدُدْ يداً | متقلِّداً فَاْنْهَضْ بِكلِّ مُهنَّدِ |