حديث النجوم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نظرت إلى الكواكبِ ذاتَ يومٍ | وفي الأكوانِ قد نَعِسَ المساءُ |
تناثرتِ الدموعُ على خُدودى | وقَهقَهتِ الكواكبُ والفَضاءُ |
وكنتُ إذا بكيتُ بكيتُ سِرَّاً | فلما أنْ نظَرتُ عَلاَ البُكاءُ |
وكنتُ إذا اْنتَحبتُ زرفتُ دَمعَاً | فصارَ الدمعُ تَصبغُهُ الدِّمَاءُ |
وكنتُ إذا سَلَوتُ رَضِيتُ أَمرى | فَلستُ اليومَ يسلينى الرِضاءُ |
وقد تَصفُو الليالى في عُيونى | فلما حَدَّثَتْ غابَ الصَّفَاءُ |
تصايَحَتِ الكواكبُ :أَنتَ صَبٌّ | فقلتُ : وَمحنَتى هذا البَلاءُ |
وَزمْجَرَ كوكبٌ أَنْ ليسَ بُرءاً | لداءٍ مثلَ هذا .لا رََجَاءُ |
وأجمعتِ الكواكبُ أَنْ صَوابٌ | مقالُ النجمِ أَمضتْهُ ذُكاءُ |
فَصِحتُ أيا كواكب لى أصيخى | فلي رأىٌ عَسَاهُ بِهِ مَضاءُ |
فقالتْ قُل .. ولكن لا تُمارى | وما فى الأمرِ أَخذٌ أو عَطاءُ |
ومنْ يَلجَ الصبابةَ في شَبابٍ | تخطَّفَهُ المشيبُ والاْرتِخَاءُ |
ومن يَلِجَ الصبابةَ وهو كَهلٌ | فليسَ له سِوى القبرِ التِجاءُ |
ترى الرجُلَ الرزينَ له وَقارٌ | وقد خَمدَ الهوى والإشتِهَاءُ |
فإن راشَتْهُ ألسِنةُ الهُيامِ | عليكَ أَيا وَقارُ عَفا العَفاءُ |
فقلتُ أيا كواكبُ لى أصيخى | لعلَّ بمهجتى هَجَعَ الشِفاءُ |
إذا التفتَ الحبيبُ بكل قلبٍ | يَفِيضُ قساوةً وبِهِ ازدِرَاءُ |
رَنا قلبُ المشوقِ لَهُ وَجيبٌ | وأَجفَلَ بالأمانى الإنزِوَاءُ |
ولكنْ يا نجومُ فخبِّرينى | وقد بَسَمَ الحبيبُ والاْنتِشَاءُ |
أليسَ الثغرُ بلسمُ كلِّ صَبٍّ | يَصُدُّ صَبابةً فيهونُ دَاءُ |
وفي صدرِ الحبيبِ وَقد تدانى | رياضٌ للمشوقِ بها العزاءُ |
أليسَ حرارةُ الأعطافِ بَردٌ | وتطفئُ نارَ صَبٍّ يا سَماءُ |
تضاحكتِ الكواكبُ من حديثي | وقالتْ وسَّدَ الأمرَ الخَفاءُ |
وهل سيكونُ في الأرضِ التصابى | ونارُ الصَبِّ يُطفؤها اللِقاءُ |
فَلو أَنَّ الحبيبَ يُطيعُ صَبَّاً | لأجفَلَتِ الصبابةُ والعَنَاءُ |
ولكنَّ الأنامَ لهم خِصَالٌ | َنَمَوها فاستطارَ بها البلاءُ |
فحاوِل كلَّ غانيةٍ ستلقَى | يَجوسُ مكانَ من تَهوَى الهَباءُ |
وهذا ما يُديمُ الصبَّ صباً | ويظمأُ دائماً .. ويَعِزُّ مَاءُ |
وهَبْ أن الحبيبَ وفَى بِوعدٍ | أَيبقى الدهرَ دَيدنُهُ الوفاءُ |
فلا ترنُو فما في الكونِ بُرءٌ | لداءٍ مثلِ هذا . لا دَواءُ |
تحدَّرتِ الدموعُ على خُدودي | وقَهقَهَتِ الكواكبُ والفضاءُ |