صريع المقل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تَوامضَ برقٌ بكهف الأزلْ | فأرجفَ طرفاً وشِيكَ الأجلْ |
فكم ألمتني رواني اللحاظِ | وكم عذبتني سهامُ النَّجَلْ |
وما كنتُ يوماً أرومُ الحياةََ | على أن أكونَ صريعَ المقلْ |
وما كنتُ أوثرُ حبَّ الغواني | وان أرشفتنيَ طعمَ القُبَلْ |
ولكنني في دروبِ الحياةِ | وقفتُ على بابِ فجرٍ أفَلْ |
فألفيتُني في ظلام الدهورِ | أطاردُ ومضاً عتيَّاً جَفَلْ |
وقد أبحرتْ في عُبابِ الظنونِ | سفينةُ وهمي بأمرٍ جَللْ |
فيا ليتني ما عَرفتُ الحياةَ | ويا ليتني في النوى لم أَزَلْ |
فهل نَالَ خيراً بهذي الحياةِ | عَصِيٌّ يصُدُّ الإلهَ الأجلْ |
وهل يبلُغَنَّ ضِفَافَ الهُدى | كفيفٌ مَشَى في عُضالِ الشلَلْ |
وقد أدلجَ الصالحون بليلٍ | بذكرٍ ووجدٍ سَرَى فاشتعَلْ |
فهم يَربِطونَ بحبلِ الوصالِ | قلوباً الى الله تجفو الكَلَلْ |
قُبَيلَ السَّحُورِ أراهم نشاوى | وهم يحتسُونَ سُلافَ الوَجَلْ |
وهم يسطَلُونَ بنارِ الهُيَامْ | على شُرُفاتِ مُروجِ الأملْ |
هم القوم فازرفْ فؤادي الدموعَ | فهل نالَ خيراً صَريعَ المُقَلْ؟ |