الإيمان التائه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تعالى إلهُ العرشِ عَمَّا يُريبُنى | وعن سَفَهٍ قد راحَ بالقلبِ واْغتدَى |
جَلستُ بشطِّ الغَيبِ لا مُتيقناً | وَقُمتُ أَغُضٌّ الطَرفَ عن سالفِ الهُدَى |
تنازعُنى رُوحي على كل مَذهبٍ | تَصولُ صيالَ الذئبِ قد جَاعَ فاعتَدَى |
تراودُنى الأفكارُ من كلِّ مَنطقٍ | فأرنو كما الظمآنُ قد شَفَّهُ الصَّدَى |
وفي القلبِ إشفاقٌ وفى النفسِ حَيرةٌ | أَجوبُ بأوهامى يباباً مُشيَّدَا |
ويقتُلُنى شَكٌ بكلِّ مفازةٍ | وأرتادُ في وهمى المهالِكَ والرَّدَى |
تَعالى إلهُ العرشِ عَمَّا أَظنُّهُ | خيالٌ لَجوجٌ حامَ حَولى وَعَربَدَا |
ظُنونٌ كأكتافِ السحابِ تواثبتْ | بَعثنَ شُكوكاً كُنَّ بالأمسِ هُجَّدَا |
فبِتُّ بجنبِ الغيبِ لستُ بِمُؤمنٍ | ولا كافِرٍ ضلَّ الطريقَ المعبَّدَا |
أُحملقُ في الطيَّاتِ من مقدِسِ العُلى | أُرتِّلُ في الناموسِ أمراً مُقَيَّدَاً |
فيسمو بىَ الايمانُ حِيناً فأَرتقى | بِمعَراجِ نُورٍ في السماء مُؤيَّدَا |
وأَنحطُّ حيناً نحوَ أَنفاقِ ضِلَّتى | أَعوذُ بشيطانٍ لعينٍ تَرصَّدَا |
وَلَما استفاضَ القلبُ تِيهاً وَحَيرةً | وَقَفتُ إلى الرحمنِ بالبابِ مُجهَدَا |
أَرومُ نَوالاً من كريمٍ ومؤمنٍ | رجوتُكَ ربى مُقبِلاً .. متمرِّدَا |