لحزن جلباب السرور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ونثرتُ أنفاسي على ألق الضحى | ونَشَبْتُ في زَخَمِ الشعاع أناملي |
متوهِّجٌ قلبي على تلك الرُبى | متوشِّحٌ شَفقَ الحياةِ الآفلِ |
قد أمعنَتْ مِنى رُؤايَ ترحُّلاً | فأهبتُ بالقلبِ الكئيبِ أنِ ارحلِ |
أسرجتُ ضَوءَ الشمسِ ثم علوتُهُ | وسبحتُ في حقلِ الغَمامِ الجائِلِ |
والزهرُ من فمِهِ تسيلُ عُصارةٌ | بالحزن لُفَّتْ .. بالنَدَى المتهاطِلِ |
عَبقٌ سكبتُ به بَقايا لوعَتي | وهصرتُ في ظِلِّ الرياحِ مفاصِلي |
كانت فُلولُ البؤسِ تضحكُ في أسىً | والحزنُ يخطو في السرور الماثِلِ |
*** | |
قد عذبتني الذكرياتُ أخوضُها | فَتَبثني ألَماً يَجُوبُ دواخِلي |
فأطيرُ نحو الشمسِ تنزِفُ طاقتي | وأخِرُّ يصدِمُ كلَّ صخرٍ كاهِلي |
هذى السنونُ تشابهت وتَناقضت | قَلبِي على المتنافِرِ المتماثِلِ |
زهرٌ تلأَلأَ ثم بَرقٌ ذابِلٌ | نجمٌ تزوَّد مِنْ سِراجِ المَنزِلِ |
بحرٌ تفَجَّرَ في القِفارِ مدمدِماً | ليلٌ تكفَّنَ باليتيمِ الأعزلِ |
جَبَلٌ جَثا .. سُحُبُ الأديمِ تدخَّنَتْ | في حُفرةٍ تحت الضياءِ المسدلِ |
أسدٌ بكى لما أطاحَ بشبلِه | ضَبْعٌ قدَ اْولَمَ في عرين الأشبُلِ |
شمسٌ أَذَابَ أوارَها بردٌ قسا | فتراعَشَتْ .. مثل الأُوارِ المجفِلِ |
قمرٌ بشطئانِ الضحى متلفِّعٌ | مَطرٌ تواثبَ في الفضاءِ إلى علِ |
يالوعةَ القلبِ الكَئيبِ تمنطقي | في البِيدِ لحن الموجةِ المتثاقِلِ |
يا شوقُ لا تسكُبْ دموعَكَ يائساً | هذى رُؤي عُمْرِ الزمان المقبِلِ |
فالحزنُ جُلبابُ السرورِ على الضنى | يا قلبُ فاحزَنْ يا همومُ تَفضَّلى |
فأنا السعيدُ أخوضُهُ دمعَ الأسى | وأنا السعيدُ بلوعةٍ لا تنجَلى |
ولتبسمِ الأَفلاكُ في ساحاتنا | أو فَلْتكشِّرْ .. إنني قلبٌ خلِى |
فهنا الأوائلُ في الزمان أواخرٌ | جادَتْ أَواخِرُهُ بكلِّ أَوائِلِ |