إلى الله أشكو من عظام النوازل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلى الله أشكو من عظام النوازل | وارزاء دهر حافل بالزلازل |
لحى الله دنيا لا ترق لعاتب | وتباً لدهر لا يلين لعاذل |
اذا ابتسما فالغدر للناس كامن | وراء ابتسام من عدو مخاتل |
وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم | وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل |
يروح ويغدو لاهياً بزخارف | على انها للحتف بعض الحبائل |
اذا صال لم تمنعه صولة قادر | ولا عصمت منه حصون المعاقل |
هوى اليوم من طود الفضائل والنهى | امام به ازدانت صدور المحافل |
هو العيلم المزري بياناً وحكمة | بقس ولقمان وسحبان وائل |
بكت بطرس الآداب والفضل قد غدا | يحن عليه في الضحى والاصائل |
ومدرسة غراء اعلى منارها | بكاه بنوها بالدموع الهوامل |
وكانت لظمأى العلم اعذب منهل | به يرتوي من ظمأه كل ناهل |
وكشف حجاب والمحيط وقطره | ومفتاح مصباح وشرح السائل |
ودائرة لولا السليم لاصبحت | ليتمٍ تفيض الدمع فيض المناهل |
كذاك ازاهير الجنان لحزنها | ذوت بعدما كانت كزهر الخمائل |
لقد كان كنزاً للمعارف والحجى | وللعلم بحراً لا يحد بساحل |
وفي يده الاقلام قد كان فعلها | على الطرس يزري بالرماح الذوابل |
وكم قد اتانا جده في زمانه | بما لم يكن من قبل عند الاوائل |
طواه الردى لكن اثار فضله | حديث مقيم في البلاد وراحل |
وان يطو منه الرمس اعظم ماجد | فما زال منشوراً بغر الشمائل |