وأمطرت لؤلؤًا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وأمطرت لؤلؤا | |
نالت على يدها مالم تنله يدي | نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي |
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها | أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ |
وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ | وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي |
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً | تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد |
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ | من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ |
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا | من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ |
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً | من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ ولم يعدِ |
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ | إن المحبَّ قليل الصبر والجلدِ |
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ | تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ |
قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى | بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ |
فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ | وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ |
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ | يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي |
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها | ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً بِيَدِ |
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ | ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ |
وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً | مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ |
واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ | حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ |
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي | حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ |