حديث المواسم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاءَ الجوابُ : تَفَضَّلوا , فانقادوا | مُتدافعينَ يزينُهم حُسّادُ ! |
دخلوا الدِّيارَ على غِرار جروحِهم | مُتَبَسِّمينَ وللجروحِ رُقادُ |
ما ضَرَّ لو وَفّى بوعدٍ واعدٌ | وأتى على قَدْرِ النَّوى الميعادُ ؟ |
شَهَقَتْ كرومٌ واحتَمَتْ صَفصافةٌ | مِن شوقِهم وتمارضَتْ أورادُ ! |
لَهَفاً أعادهمُ الشَّذا لعرينِهِ | وتسابقتْ لفِخاخهِ الأكبادُ |
يا لَلرياحينِ الغَداةَ وقد سَعَتْ | بضَحيَّةٍ , إقرارُها مُعتادُ |
وانا الضحيَّةُ ما أضاءَتْ أنجُمٌ | واستعجَلَتْ أعيادَها الأعيادُ ! |
ما لي أراكَ موَزَّعاً يا خافقي | بينَ الأُلى ... أتشُوقُكَ الأصفادُ !؟ |
فيُجيبُ : إني قد فُتِنْتُ بنجمةٍ | حَلَّتْ هنا وسماؤُها بغدادُ ! |
طَلَعَ الشروقُ من الغروبِ لأجلِها | والصيفُ حَرْثٌ والشتاءُ حصادُ ! |
والناسُ سَهْواً ما جَنوا إلاّ دمي | أَكْرِمْ بِهم , قد أحسنوا وأجادوا ! |
بغدادُ , لي رئةٌ صَبَتْ فتثاقَلَتْ | وعلا على غيماتِها مِنطادُ |
كلُّ الذين رفَعْتِهِمْ في خِيفةٍ | نزلوا لمُعتَركِ الهوى ليُبادوا ! |
ويردُّني عن وصفِ مجدِكِ كُلِّهِ | بحرُ امتنانٍ غامرٌ مَيّادُ |
ولزحمةِ الحَسَناتِ فيكِ يُعيقُني | فيما يُعيقُ الأهلُ والميلادُ ! |
أمواسمي ياباحةً من أدمُعٍ | أرتادُها والمُشتَهى يُرتادُ |
إني خَبِرتُ حمامةً تجني الحَيا | حَبَّاً وتغفو , والغيومُ وِسادُ |
فَتَأمَّلي وتَخَيَّلي وتَمَثَّلي | وهَلُمَّ خَمراً , والغِناءُ يُزادُ ! |