رباعياتٌ مِن الآخرة !
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنينا | وتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا! |
وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكي | عَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسمينا |
وأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباً | كأنّا في مشارقهِ رَبينا |
شتاءاتٍ كأنَّ الصيفَ فيها | اذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا ! |
***** | |
إنني أروي لكَ الآنَ قصيدا | كتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدا |
لستُ أهوى في جِنانٍ ثَرَّةٍ | غيرَ مَن أشغلَ في الأرضِ وحيدا |
انتَ مَن أشغَلَني قِدْماً ولن | أُطلقَ الحرفَ جُزافاً او أُعيدا |
آهِ لو تعشَقنُي حَدَّ الردى | أقليلٌ أنْ أُسمّيكَ شهيدا ؟! |
***** | |
وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُ | فاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُ |
مُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىً | وقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ ! |
واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىً | يا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّ |
أهلَكْتَني يوماً فأنقَذَني | رَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ ! |
***** | |
مِن صلاح الدينِ آتي بكتابي | ومِن الناجينَ في يوم الحِسابِ ! |
انا لا أدري أأحكي عن هوىً | ام بلادٍ ما حَوَتْ غيرَ الخِطابِ ! |
ما فلسطينُ وما أندلسٌ | وَهُما نَزْفٌ وبغدادُ كغابِ ؟ |
بِحمورابي فَخَرْنا , يا لَنا | يُحْيي أهلُ الغابِ ذكرى حمورابي ! |
***** | |
مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالا | نُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلا |
هُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْ | كَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا ! |
يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍ | من حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى ! |
- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا , فاغتنوا | فاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا ! |
***** | |
آخرتي – يا انتَ – نَفْحاتُ | وهيَ – وأيمِ الحُبِّ – أبياتُ |
انتَ الذي تُهْتُ بهِ أفقاً | لولا غداً تَهديكَ سعفاتُ ! |
لستُ الذي ينطقُ عن غَيبٍ | فَتَرْجفُ العُزّى او اللاتُ ! |
لكنَّها شطحةُ مفتونٍ | وصبوةُ الناسِ وما فاتوا ! |
***** | |
أشواقُكَ عِبْرَ النجماتِ | مع إطلالةِ ليلٍ آتِ |
تُرضيني وتُناغي شجوني | إذْ تَتَدلّى كالنغماتِ |
وتهيبُ بأحداقِ حروفي | أنْ تبسُمَ مِلءَ العبراتِ |
لكنكَ لم تزلِ الراضي | بِسَواقٍ لا عَذْبِ فراتِ ! |
***** | |
كأني بكَ اختَرتَني من حشودِ | فَرُحْتَ تُهَدِّدُني بالخلودِ ! |
فأنّى ومُؤْنِسَتي وحشتي ! | وأُكسى الذُبولَ وما من شهودِ ؟ |
ألا لا أراكَ الزمانُ هموماً | ولا حدَّثَتْكَ الرؤى عن صدودِ |
ألستَ مَنِ اختارَ بُعدي جزاءً | ولَمْ يَرْعَ في كِبَري ضَعْفَ عُودي ؟! |