يا دموعي الخُضْرَ |
هل انتِ التي زانتْ نواحَ العاشقينْ ؟ |
فارتضاني مُقلةً دمعُ المَجرّاتِ جميعاً |
والدُّنى والعالَمِينْ !؟ |
***** |
هكذا يُغري الترابُ الذكرياتْ |
عبَرَتْ روحٌ سَنىً في سِكَّتي |
فتذَكَّرتُ زماناً مع حُلْمِ الطفلِ |
بالمَكتَبِ والبدلةِ والجرسونِ يأتي بالدَّواةْ ! |
***** |
نحو غَورِ الظُلْمةِ العَجماءِ تهوي شُهُبُ |
غالباً ما تتثَنّى الخمرُ عندي شمعةً مُؤْنِسَةً |
حيثُ كوبُ الشاي لا يقوى على المَكْثِ |
فيرتدُّ أسىً او خيبةً |
أو قُلْ : عَلاهُ الغَضَبُ ! |
***** |
لا أُبالي بالصباحاتِ اذا جاءتْ حزيناتٍ |
وإنْ ناداني أسْرُ |
طالما أنهضُ في منتصَفِ الليلِ من الحُلْمِ |
وقد عَضَّ دمي المسفوحَ نِمْرُ ! |
***** |
لَكَم احتَجْتُ لرأي البُسطاءْ |
ولَكَمْ أحسَسْتُ باليأسِ |
فقَلَّبتُ حزيناً كُتُبَ السِّحْرِ |
وشيئاً من تعاليمَ بها يَنصَحُ |
بعضُ الأولياءْ ! |
***** |
ظُلْمةٌ لكنما تَزخرُ بالألوانِ كُلاًّ |
إنْ تباغِتْها بشيءٍ من إنارهْ |
تلكمُ الروحُ |
فما بالُكَ بالنورِ الذي يمنَحُهُ الشعرُ |
وقد يكفيكَ أحياناً من الحُبِّ الذي خَلَّفْتَ تِذكارٌ |
وقد تكفي إشارهْ ! |
***** |
إنْ تُرِدْ مجداً حقيقيَّاً كمَغْنَمْ |
فلتُغادِرْ أيها الإنسانُ نفسَكْ |
تاركاً للغدِ أمسَكْ |
او لِتأْثَمْ |
ليس نُصْحاً ما تفَوَّهتُ بهِ |
لكنما الآلامُ تُرْغِمْ ! |
***** |
مِن سياقاتٍ هي الإمكانُ |
تَلقى قلْبَكَ المُتْعَبَ يختارُ سياقَهْ |
إنما الأصعبُ في كلِّ السياقاتِ ... الصداقهْ ! |
***** |
صرخةُ الأُمِّ |
ويتلوها صراخُ الكائن الأَوْهَنِ مولوداً |
وصرخاتُ الطريقِ الصعبِ |
والرعدُ وموجُ البحرِ |
والدمعةُ والقُبلَةُ والضحكةُ والأحلامُ كُلاًّ |
إنما صوتٌ بِصوتْ |
ولذا قد جعلوا الحكمةَ في الصمتِ |
وليس الصمتُ هذا غيرَ مَوتْ ! |
***** |
هاجسُ الرغبةِ مفتوحٌ على شتّىً |
ولِلإنسانِ تركيزٌ على كلِّ القُطوفْ |
فاذا ما كنتَ لا تقطفُ إلاّ الجزءَ في شَكٍّ |
ففنّاناً ستبقى |
وإذا ما كنتَ لا تُلقيَ إلاّ نظرةً حَيرى فانتَ الفيلسوفْ ! |
***** |
شَجَراتُ السِّدْرِ قد مالتْ بصمتٍ |
فوق صمتِ الخطوِ والإسفلتْ |
أيها الكونُ الذي أعرِفُهُ مُذْ كنتُ طفلاً |
أين انتْ ؟ |
***** |
كم جميلٌ وجهُ هاتيكَ الصبيّهْ |
تبسمُ الآنَ الى شيءٍ كما الضوء يُرى |
وأرى خصلاتِها مضفورةً تبسمُ أيضاً مثلَها |
نحو بحرٍ من أسىً يمتدُّ فِيَّهْ ! |
***** |
صرتُ أدري بالذي سُمِّيَ في الفكرِ |
هنا والآنْ |
عازفٌ يستقطب الغاباتِ حَولي |
وجماهيرُ أطَلَّتْ فَجأةً أَرْؤُسُها |
من بين قُضبانِ الكمانْ ! |
***** |
عند هذا الحدِّ صمتٌ وسُباتْ |
فكرةٌ تطلعُ دُولفيناً |
على سطحٍ طفا بالجَمَراتْ |
دائمُ البسمةِ هذا الكائنُ الدولفينْ |
إنما مَن يتبعُ البسمةَ حتى قاعِها |
ليراها دمعةً في طَرْفهِ البادي الأنينْ !؟ |
***** |
ليس يعنيني من المرأةِ تِلكُمْ |
ما خلا الظلَّ الذي قد خلَّفَتْهُ |
او صَداهُ |
فأراني قد توقّفتُ لحينٍ عندَهُ مُستفْسِراً |
مَن ذا رَماهُ ؟ |
***** |
إنْ مضتْ من سُكرةِ العمرِ هنا جُلُّ المسافاتِ |
ولم يبقَ سوى النزرِ اليسيرْ |
فلقد أرّختُ بالحُبِّ قروناً لم يروها |
ولها في حِيرةِ النُّعمانِ مليونُ سديرْ ! |
***** |
البروقُ الزُرقُ تمضي فوق أنظاريَ |
سَيلا |
ودمي قد رفَعَتْهُ نحوَهُ الراحاتُ |
ليلا |
***** |
كنتُ أصغي |
كلَّما أغشى مَمَرّاتِ الشموعْ |
فاذا نبضاتُ قلبي |
كفقاعاتٍ تشَظّى جِلدُها |
بين الضلوعْ ! |
***** |
إنما الأوطانُ للإنسانِ |
كالأنهارِ للظمآنِ , |
في قيدِكَ تجتازُ صحارى قاحلاتٍ |
طالِباً قطرةَ ماءٍ |
لا محاراً او عقيقْ |
فاذا ما لاحتِ الأنهارُ |
لا تحتاطُ من موجٍ |
وتسعى صَوبَها |
فاذا انتَ المُعَنّى |
إنْ تشأْ او لم تشأْ |
فيها غريقْ ! |
***** |
في دمائي غبطةٌ ليستْ تُدانى |
والسعاداتُ التي فيها |
غدتْ |
أَهوَنَ ما فيها |
كما الخُلْدُ أَوانا |
إنها تَشعُرُ باللا عدلِ حيناً |
فانهبوها |
سُعداءَ |
وحَزانى ! |