هُوَ العَيْشُ جَهْدٌ طَائِلٌ وَفُتُونُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هُوَ العَيْشُ جَهْدٌ طَائِلٌ وَفُتُونُ | وَمَا المَوْتُ إِلاَّ رَاحَةٌ وَسُكَونُ |
نَوَدُّ بَقَاءً عَالِمِينَ بِمَا بِهِ | وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حَسْرَةٌ وَأَنِينُ |
فُجِعْنَا بِمَيْمُونِ النَّقِيبَةِ أَرْوَعٍ | تَقُرُّ بِهِ حِينَ اللِّقَاءِ عُيُونُ |
مِثَالٌ لِمَنْ يَحْيَا الحَيَاةَ كَرِيمَةً | وَيَسْمُو بِهَا عَنْ كُلِّ مَا هُوَ دُونُ |
صَفَى لِمَنْ صَافَى وَفَى لِمَنْ وَفَى | غَفُورٌ لِمَنْ يَغْتَابُهُ وَيَخُونُ |
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِيءٍ حَاجَةٌ لَهُ | فَلَيْسَ يُدَاجِيهِ وَلَيْسَ يَمِينُ |
عَهِدْنَاهُ لا تَلْقَاهُ إِلاَّ عَلَى الرِّضَا | وَيَخْشَنُ آناً عِرْضٌ يَعِفُّ وَدِينُ |
وَلَمْ يَكُ خيْراً مِنْهُ فِي الصُّحْبِ صَا | حِبٌ وَفِي الخُدَنَاءِ الأَكْرَمِينَ خَدِينُ |
وَهَيْهَاتِ فِيمَنْ عَاشَ بِرّاً بِأَهْلِهِ | أَبٌ عَاشَ بِرّاً مثْلُهُ وَقَرِينُ |
أَكَامِلُ سَعْدِ اللهِ أَنِّي لَجَازِعٌ | عَلَيْكَ وَكَمْ غَيْرِي عَلَيْكَ حَزينُ |
أَفِي لَحْظَةٍ خِلْنَا بِهَا الدَّهْرُ مُغْضِيّاً | وَأَنْتَ مِليءٌ بِالنَّشَاطِ تَحِينُ |
وَكَانَ بِكَ التَّوْفِيقُ لِلْعِلْمِ وَالحِجَى | فَمَاذَا دَهَى التَّوْفِيقَ حِينَ تَبِينُ |
أَقَمْتَ صُرُوحاً لِلثَّقَافَةِ ضَخْمَةً | تُعَانُ عَلَى تَشْيِيدِهَا وَتَعِينُ |
لَهَا تَسْتَمِدُّ البِرُّ مِنْ كُلِّ قَادِرٍ | وَمَا أَنْتَ بِالقِسْطِ الوَفِيرِ ضَنِينُ |
وَأَنْتَ عَلَى المَبْذُولِ مِنْ حُرِّ مَالِهِمْ | وَآمَالِهِمْ فِي النَّابِنينَ أَمينُ |
وَمَنْ يَكُ ذَا عَزْمٍ مَتِينٍ فَكُلِّ مَا | تَوَلاَّهُ بِالعَزْمِ المَتِينِ مَتِينُ |
مَدَارِسُ تَبْنِي لِلْكَنَانَةِ فِتْيَةً | يُهَذِّبُهُمْ تَأْدِيبِهِمْ وَيَزينُ |
وَتَعْنِي بِتَعْلِيمِ البَنَاتِ عِنَايَةً | تَرْقَى بِهَا أَخْلاقُهَا وَتَصًونُ |
أَمَضَّكَ مَا كَابَدْتَهُ مِنْ شِئُونِهَا | وَأَكْثَرِ هَاتِيكَ الشُّؤون شُجُونُ |
فَمَا فَاتَكَ الصَّبْرُ الجَمِيلُ عَلَى الأَذَى | لأَنِّكَ بِالغِبِّ الحَمِيدِ تَدِينُ |
كَخِدْمَتِكَ الأَوْطَانِ فَلْيَخْدُمِ الأُلَى | رَأَوْا نَهْضَةَ العُمْرَانِ كَيْفَ تَكُونُ |
إِذَا الدَّارُ هَانَتْ مِنْ جَهَالَةِ أَهْلِهَا | فَكُلُّ عَزيزٍ فِي الوُجُودِ يَهُونُ |
وَهَلْ تَرْتَقِي الأَقْوَامُ مَا لَمْ تُرْقِهَا | عُلُومٌ وَآدَابٌ بِهَا وَفُنُونُ |
سَلامٌ عَلَى مَثْوَاكَ تَنْشُرُ حَوْلَهُ | مَآثِرَكَ الكُبْرَى وَأَنْتَ دَفِينُ |
بِمَا طِبْتَ نَفْساً عَنْهُ مِمّا تُحِبُّهُ | لَكَ الوَطَنُ البَاكِي عَلَيْكَ مُدِينُ |
ألا أَنَّ خَطْبَ النِّيلِ فِي يَومِ كامِلٍ | لَخَطْبٌ لَهُ فِي الضِّفَتَيْنِ رَنِينُ |
فَكَمْ دَارِفٍ دَمْعاً وَكَمْ صَافِقٍ أَسًى | كَمَا يُصْفِقُ الارَاهَ وَهْوَ غَبِينُ |
وَكَيْفَ أَسَى البَاكِي وَلا عوض لَهُ | يُرجِّيهِ وَالذُّخْرَ المُضَاعُ ثَمِينُ |
خَلا فِي عُيُونِ النَّاظِرِينَ مَكَانَهُ | وَمَنْزِلُهُ فِي الذِّكْرَيَاتِ مَكِينُ |
أَيَنْسَى وَفِي الأَعْقَابِ آثَارُ فَضْلِهِ | سَتَبْقَى وَمَا لِلصَّالِحَاتِ مَنُونُ |
فَفِي رَحْمَةِ اللهِ الكَرِيمِ مُجَاهِداً | بِأَوْفَى جَزَاءٍ فِي النَّعِيمِ قَمِينُ |