طِرْ أَيُّهَا المَلِكُ الصَّغِيرْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طِرْ أَيُّهَا المَلِكُ الصَّغِيرْ | وَارْجَعْ إِلى المَلإِ المُنِيرْ |
مَا كانَ شَأْنُكَ ها هُنَا | بَيْنَ المَخَازِي والشُّرُورْ |
تِلْكَ الشوَائِبُ لَمْ تكُنْ | لِتَشُوبَ فِطْرَتَكَ الطَّهُورْ |
يَا ابْنَ التُّرَابِ خَلُصْتَ مِنْ | عَلَقِ التُّرَابِ وَأَنْتَ نُورْ |
وَنَجَوْتَ مِنْ حَرَبِ الحَياةِ | فَحَبَّذَا هَذَا المصِيرْ |
سَلْ طَائِراً فِي جَنَّةٍ | غَنَّاءَ فَائِحةِ العَبِيرْ |
يَلْهُو وَيَمْرَحُ هَائِئاً | بَيْنَ الخمَائِلِ فِي حُبُورْ |
مُتَخَيراً حُلْوَ الجَنَى | أَو ناقِراً صَفْوَ الغَدِيرْ |
آناً يَقِرُّ مُنَاغِياً | فِي الأَيْكِ شَادِيَة الطُّيُورْ |
وَيَهُبُّ آناً سَائِراً | فِي الجَوِّ مُخْتَلَفَ المَسِيرْ |
فَإِذا وَنَى سَكَنَ الهَوَا | ءُ يَهزُّهُ هَزَّ السَّرِيرْ |
وَإِذا تَدافَعَ ضاءَ تَحْ | تَ جَناحِهِ مَوْجُ الأَثِير |
وَإِذا تَدافَعَ ضاءَ تَحْ | تَ جَناحِهِ مَوْجُ الأَثِير |
سَلْ مَالِكاً مُتَمَكِّناً | فِي الأَرْضِ فَتَّاحَ الثُّغُورْ |
يمْشِي ويَتْبعُهُ الرَّدَى | تبَعَ السَّلوٍقيِّ العَقورْ |
ما قَوْمُهُ القوْمُ الحُمَا | ةُ وَجِنْدُهُ الجُنْدُ الكثِيرْ |
وَسِلاحُهُ وَدُرُوعُهُ | وَالبَاذِخَاتُ مِنَ القُصُورْ |
وَأَجَلُّ نَصْرٍ نَالَهُ | فرَآهُ مُعْجِزَةْ الدُّهُورْ |
إِذْ جَاءَهُ فِي أَوْجِ عُزَّ | تِه مِنَ الغَيْبِ النَّذيرْ |
وَانْدَسَّ فِي أَحْشَائِهِ | شَيءٌ أَدَقُّ من الذَّرُورْ |
أَلْقى بِذَاك المُسْتَجَارِ | بِهِ فَأَمْسَى يسْتَجِيرْ |
شبَحٌ ضَئِيلٌ كَانَ قَبْ | لَ الدَّاءِ كَالأَسَد الهَصُورْ |
شِلْوٌ بِأَسْلِحَةِ الأَسَاةِ | مُبَضَّعٌ فَوْقَ السَّرِيرْ |
مَا حِصْنُهُ مِمَّنْ يَصِيدُ | وَأَمْنُهُ مِمَّا يَضِيرْ |
سَلْ مَالِكاً مُتَمَكِّناً | فِي الأَرْضِ فَتَّاحَ الثُّغُورْ |
يمْشِي ويَتْبعُهُ الرَّدَى | تبَعَ السَّلوٍقيِّ العَقورْ |
ما قَوْمُهُ القوْمُ الحُمَا | ةُ وَجِنْدُهُ الجُنْدُ الكثِيرْ |
وَسِلاحُهُ وَدُرُوعُهُ | وَالبَاذِخَاتُ مِنَ القُصُورْ |
وَأَجَلُّ نَصْرٍ نَالَهُ | فرَآهُ مُعْجِزَةْ الدُّهُورْ |
إِذْ جَاءَهُ فِي أَوْجِ عُزَّ | تِه مِنَ الغَيْبِ النَّذيرْ |
وَانْدَسَّ فِي أَحْشَائِهِ | شَيءٌ أَدَقُّ من الذَّرُورْ |
أَلْقى بِذَاك المُسْتَجَارِ | بِهِ فَأَمْسَى يسْتَجِيرْ |
شبَحٌ ضَئِيلٌ كَانَ قَبْ | لَ الدَّاءِ كَالأَسَد الهَصُورْ |
شِلْوٌ بِأَسْلِحَةِ الأَسَاةِ | مُبَضَّعٌ فَوْقَ السَّرِيرْ |
وَالتَّاجُ لا يَنْفِي الصُّدَا | عَ وَيَفْتَدي رَأْسَ الأَمِيرْ |
وَنفَائِسُ الذَّهَبِ الضَّوا | حِكِ فِي مُمَازَجَة الحَرِيرْ |
وَالشُّوسُ شُوسُ الحَرْبِ سُمْرُ | اللَّوْنِ مِنْ خَوْضِ السَّعِيرْ |
حُمْرُ اللِّحاظِ تَخَالُهَا | وَرْيَ المِيضِ المُسْتَطِيرْ |
متَغَامِزْونَ بِعَجْزِهِمْ | مُتَقَاصرِونَ مِنْ القُصُورِ |
سَلْ والداً خَلَّفْتهُ | ثَكْلانَ ذَا قلبٍ كسِيرْ |
لا المَجْدُ يُسْلِيه ولا | النَّعْمَى وَلا الجَّاهُ الكَبِيرْ |
وَالأَصْدِقَاءُ حِيَالَهُ | لا يَمْلِكُونَ سِوَى الزَّفِيرْ |
مَا فِي الشَّقَاءِ مِنَ العَزَا | ءِ وَفِي الْبَقَاءِ مِنَ السُّرُورْ |
طُوبَاكَ إِنَّكَ لَمْ تَغُ | رَّكَ هَذه الدُّنْيَا الغَرُورْ |
وَرَغِبْتَ عَنْهَا يَا فَطِيمُ | كَرَاهَةَ الثَّدْيِ المَرِيرْ |
خيْرٌ لِمَنْ هُو فِي العَش | يَّة ناعِمٌ نَوْمُ البُكُورْ |
وَلَعَلَّ أَهْنَأَ رَاقِد | مَنْ لَمْ يُؤَرِّقْهُ الضمِيرْ |