كلمة عن صلاة الضحى
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
كلمة عن صلاة الضحى [1]ورد عن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذرٍّ رضي الله عنهم، كلٌّ منهم يقول: «أوصاني خليلي بثلاث: ركعتي الضُّحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أُوتِرَ قبل أن أنام»[2].
ما هي صلاة الضُّحى؟ وما وقتُها؟ وما ثوابُها؟
هي ركعات يركعها المسلم وقت الضُّحى؛ حيث يبدأ وقتُها من زوال وقت النهي بعد طلوع الشمس؛ حيث يُقدَّر بــ (عشر) دقائق إلى ما قبل أذان الظهر بـ(عشر) دقائق، كل هذا الوقت الطويل هو وقت لصلاة الضُّحى، يُصلِّيها متى شاء من هذا الوقت، فإن ثوابها متعدِّدٌ؛ من ركوع، وسجود، ودعاء، وتسبيح، وغير ذلك؛ لكن ورد النص من جهة أخرى، أنها تعادل (ثلاثمائة وستين) صَدَقةً؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تحميدة صدقة، وكل تسبيحة صدقة ...)) إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: ((...
ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضُّحَی))[3].
فالسُّلامى: هو المفصل في جسم الإنسان، حيث فيه (ثلاثمائة وستون مفصلًا)، وتكفي هاتان الركعتان عن صدقة تلك المفاصل كلها، وأفضل وقتها إذا اشتدَّت حرارةُ الشمس؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الأوَّابين حين تَرْمَضُ الفِصال))[4].
إن زدتَ على الركعتين، فهو خيرٌ لك، فكل سجدة يرفعك الله بها درجةً، ويحطُّ عنك بها خطيئةً، وتُجازى بالكفاية الواردة في الحديث الآخر: ((يا بن آدمَ، صلِّ لي من أول النهار أربع ركعات أكفِكَ آخِرَه))[5]، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضُّحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله»[6].
فحريٌّ بنا المحافظة عليها، ودلالة الآخرين عليها؛ لنكسب الأجور العظيمة من خلال تطبيقها، ودعوة الآخرين إلى فعلها، وما أجمل أن يكون ضمن استفتاح صباحك تلك الصلاة المباركة، وهي من سائر التطوع الذي يحصل به تکميل الفرائض وترقيعها! فكم من الخير ستجده عندما يكون هذا العمل منهجًا لك في حياتك! فإيَّاك أن يتسلَّل إليك الكسلُ أو التسويف عن هذا الخير العظيم؛ فصلاة الضُّحَى هي صلاة الأوَّابين، فكن أنت واحدًا منهم، وفَّقَكَ الله وسدَّدَكَ.
[1] كتاب: أربعون مجلسًا في التربية الإيمانية، ص 17-18.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه برقم (1178) 2/ 58، ومسلم في صحيحه برقم (721) 1/ 498.
[3] خرجه مسلم في صحيحه برقم (720) 1/ 498.
[4] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (748) 1 /515.
[5] أخرجه أحمد في المسند برقم (46922) 37/ 137، وأبو داود في سننه برقم (1289) 2/ 462، والترمذي في جامعه برقم (475) 2/ 340، والنسائي في الكبرى برقم (466) 1 /260، والحاكم في المستدرك برقم (928) 1 /383، والطبراني في الكبير برقم (4677) 8/ 179، وحسنه عبدالقادر الأرناؤوط في تحقيق جامع الأصول برقم (7116) 9 /437، وصححه الألباني في الإرواء برقم (465) 2/ 219.
[6] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (719) 1 /497.