يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَا سَعْدَ هَذِي اللَّيْلَةِ الزَّهْرَاءِ | جَدَّدْتِ عَهْدَ السَّعْدِ بِالْحَمْرَاءِ |
جَدَّدْتِهِ فِي مِصْرَ فِي الدِّارِ الَّتي | كَانَتْ وَظَلَّتْ مُلْتَقَى الأُمَرَاءِ |
فِي حَيْثُ أَعْلَى المَالِكِينَ مَكَانَةً | نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ مِنَ العَلْيَاءِ |
فِي حَيْثُ إِسْمَاعِيلُ لاَحَ بِنُبْلِهِ | فَوْقَ السُّهَى لِضُيُوفِهِ النُّبَلاَءِ |
هَلْ كَانَ إِسْمَاعِيلُ إلاَّ صُورَةً | شَرْقِيَّةً لِلعِزَّةِ الْقَعْسَاءِ |
بِنَدَاهُ وَادِي النِّيلِ سَالَ وَبِالذِي | أسْدَاهُ طَالَ عَلَى الذُّرَى الشَّمَّاءِ |
أُنْظُرْ إلى آثَارِهِ يُزْهَى بِهَا | قَطْرَاهُ فِي دَانِيهِمَا وَالنَّائِي |
هَذِي الْجَزِيرَةُ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِهِ | بِغِيَاضِهَا وَرِيَاضِهَا الْفَيْحَاءِ |
وبِنائِهَا الفَخْمِ الْبَدِيعِ نِظَامُهُ | مِنْ صُنْعِ ذَاكَ المُبْدِعِ البّنَّاءِ |
لِلّهِ آيَاتُ الصِنَّاعَةِ فِي الدُّمَى | مَنْ شَارَكَ الرَّحْمَنَ فِي الإِحْيَاءِ |
للهِ ناطِقةُ النُقُوشِ أَهكَذَا | تُعطَى الكَلامَ جَوَامِدُ الَأشيَاءِ |
للهِ مِطْفَرَةٌ تُصَعِّدُ قَطْرَهَا | وَتَرُدُّهُ صَبَباً عَلَى الأَنْحَاءِ |
تَجِدُ النُّجُومَ حِيَالَهَا ضَحَّاكَةً | بِشُعَاعِهَا بَكَّاءَةً بِالْمَاءِ |
قَدْ أَخْلَفَتْ بِسُكُونِهَا وَصَفائِهَا | فِعْلَ النُّجُومِ مُثِيرَةِ الأَنْوَاءِ |
هَلْ غَيْرُ هَذَا الصَّرْحِ زِينَ بِمِثْلٍِ مَا | فِيهِ لإِينَاسٍ وَحُسْنِ لِقَاءِ |
وَقِرَى الْعُيُونِ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالْحِلَى | غَيْرُ القِرىَ مِنْ مَشْرَبٍ وَغِذاءِ |
يَا مَنْ لَهُ صَدْرُ المَقَامِ تَجِلَّةً | وَهْوَ النَّزِيلُ وَلَيْسَ كَالنُّزَلاَءِ |
هَذِي هِيَ الدَّارُ الَّتِي قَلَّدْتَهَا | شَرَفاً بِهِ تَاهَتْ عَلَى الْجَوْزَاءِ |
شَرَفٌ بِهِ النَّبَأُ البَعِيدُ دَوِيُّهُ | يَخْتَالُ مَعْتَزَّاً عَلَى الأًنْبَاءِ |
وَلآلِ لُطِفِ اللهِ مِنهُ كَرَامَةٌ | سَتَظَلُّ فِي الأَحْفادِ وَالأَبْنَاءِ |
إنِّي لِهذا الفَضلِ عَنْهُمْ شَاكِرٌ | وَالشُّكرُ فِي السَّادَاتِ خَيرُ وَفَاءِ |
شكرٌ زَهَا شِعْرِي بِهِ مُتَهَلِّلاَ | كَتَهَلُّلِ النُّوَّارِ بِالأَنْدَاءِ |
أَنَّى تَكُنْ لاَ غَروَ أنْ يُلْفَى الحِمى | وَبِهِ رَوَائِعُ مِنْ سَنىً وَسَنَاءِ |
أَفَلَمْ تَكُنْ شِبْلَ الحُسِينِ وَرَأْيَهُ | وَفِرِنْدَهُ فِي السِّلْم وَالهَيْجَاءِ |
مَلِكٌ بِهِ رَحِمُ النُّبُوءَةِ وَاشِجٌ | وَلَهُ جَلاَلُ الصِّيدِ فِي الخُلَفَاءِ |
أَهْدَى العُرُوشَ إِلَى بَنِيهِ وَبَثَّهُمْ | فِي الشَّرْقِ بَثَّ الشَّمْسِ لِلأَضْواءِ |
أًعْظِمْ بِعَبدِ اللهِ نَجلاً صَالِحاً | يَقفُو أَبَاهُ حِجىً وَحُسْنَ بَلاَءِ |
فِيهِ النَّزَاهَةُ وَالنَّبَاهَةُ يَعْتَلِي | بِهِما عَلَى الأَنْدَادِ وَالنُّظَرَاءِ |
جَمَعَ الوَدَاعَةَ وَالإِبَاءَ فَحَبَّذَا | هُوَ مِنْ أَمِيرِ وَدَاعَةٍ وَِإبَاءِ |
خُلُقَانِ كُلُّهُمَا إِلَيْهِ قَدِ انْتَهَى | عَنْ أَكْرَمِ الأَجْدَادِ وَالآبَاءِ |
وَلَهُ مُروُءَاتٌ تُجَابُ بِذِكْرِهَا | جَوْبَ الرِّياضِ مَجَادِبُ البَيْدَاءِ |
وَلَهُ فَضَائِلُ إنْ تَحَدَّثَ عَارِفٌ | عَنْهَا عَرَتْهُ نَشْوَةُ الصَّهْبَاءِ |
وَلَهُ وَقَائِعُ فِي البَسَالَةِ يَزْدَهِي | بِصِغارِهِنَّ أَكَابِرُ البُسَلاَءِ |
وَلَهُ طَرَائِفُ فِي السَّمَاحَةِ نَقَّحَتْ | مَا أَخْطَأَتْهُ طَرَائِقُ السُّمَحَاءِ |
فَهْوَ الحَبِيبُ إِلى الوُلاَةِ مُصَافِياً | وَهُوَ البَغِيضُ وَغَىً عَلَى الأَعْدَاءِ |
لاَ زِلْتَ عَبْدَ اللهِ فِي هَامِ الْعُلَى | تَاجاً يَفِيضُ بِبَاهِرِ الَّلأْلاَءِ |
لِلْمَجْدِ سِرٌّ فِيكَ نَاطَ بِهِ غَداً | وَغَداً يُحَقِّقُ فِيكَ خَيْرُ رَجَاءِ |