حَــذِراً سأدخُلُ |
لا تسلني كيف حقّقتُ التّـواصلَ |
والدُّروبُ على اخْتِــلافْ |
إذْ ليسَ عنديَ |
غيرَ ما بيّــنتُهُ سلَفاً |
مُعــيداً دورةَ التّاريخِ |
عكسَ دميْ |
لعلّيَ – مُحرجاً – |
اسْـــطيعُ إنكار التّشتّتِ |
و الخِـــلافْ |
أوْ ربّما اسْـــطيعُ إثباتَ التّوحّدِ |
في التّجزّئِ |
مُبصراً جُرْحاً |
تنكّرَ بُرْؤُهُ لبلائِهِ دوماً |
و عافْ |
قدّمتُ ما قد شمتَهُ |
مَندوحةً لكَ من سكوتِ الحرفِ |
حين تجفُّ أقلامٌ |
و تُـطوى على حزنٍ ..صِـحافْ |
كُلُّ الّـذى قد قلتُـهُ .. |
مــوجٌ |
تـعصّى أن يظـلَّ على هـدوءٍ |
حين تقلقهُ الضّــفافْ |
حرفٌ سيدخُلُ بيتَهُ |
حزناً سيُخرجُ شعرهُ |
فلمَ انتظارُ العُـــهْرِ |
من بابِ العفافْ |
كُلُّ القصائدِ في دمي |
نظرتْ مقامكَ |
مُحزنٌ ذهبُ الّـذي |
خصّ العيونَ بريقُها |
والكفَّ علّمها الكفافْ |
فاستيقنتْ |
أنْ ليسَ فيها للغناءِ مــآربٌ |
حلّتْ إزارَ الصّمتِ |
قصداً |
يا لها |
وتعلّمتْ لغةَ الهُتافْ |
فافتح لها يا قلبُ درباً |
ربّما أبهظتها حبّــاً كريماً |
حين لامستِ الشغافْ |
فتحدّرتْ |
دمعاً بدائياً يُقالُ |
أهكذا رسمتْ دموعُكَ |
خرطةَ الأشياءِ |
واستلفتْ عيونَكَ للمطافْ |
* * * |
مسكينةٌ هذى العُيونُ |
إذِ الدُّخـــانُ يصيبُها |
فتسائلُ القطنَ |
المُبلّلَ بالرُّعـــافْ |
عن كيف يحتملُ الدُّمـــوعَ |
تغيّرتْ أشكالُ هندسةِ الدُّمــوعِ |
دماً تخــثّرَ |
حين رتّــلـنا .. إيلافْ |
من كُلِّ بابٍ |
يُستفــزُّ رتاجُهُ |
شأنَ السّلاسلِ |
كيف جــزنا ؟ |
لست أعلمُ |
بيد أنّ البابَ .. خافْ |
إذْ كيف ما صنعوا لنا بيتاً |
من النّــزقِ المقيتِ |
و بيتُ من .. |
هذا اليطوفُ |
و لا يُطافْ ؟ |
قلْ لىْ |
- أبيتَ اللّعنَ – |
حشوُ سؤالنا لغةٌ من الأضْــدّادِ |
و البوحُ ائتلافْ |
من أيّ بابٍ قد نجوزُ الآنَ |
محضُ تشكّلٍ |
فأئمّة الوضعِ الجديدِ |
على خـــلافْ |
* * * |
دعني .. |
فما هيّئْتُ صوتيَ |
كىْ أباشرَ أغنياتٍ |
صاحَ فيها الشعرُ بخساً |
و ارتجافْ |
قد كنتُ أرتقُ في قميصِ الصّدقِ |
كى ألقــيـهِ |
في وجهِ من باعوا هواناً للضّعافْ |
هلْ يبصرون حقيقةً |
مخذولةٌ كُلُّ البصائرِ |
إنْ طمسنَ هويةً لبصيرةً |
عرفتْ فنونَ الصّدقِ |
و القولِ الجُــزَافْ |
* * * |
أنا خارجٌ من كونِهمْ |
في ذاتِ لحظةِ |
أنْ يضيقَ القــبرُ بالأكـــفانِ |
يُعلنُ موتنا في الصمتِ |
من فرطِ الهزالْ |
أوَ لمْ يحنْ بَـعْدُ الحديثُ |
عنِ الفجيعةِ في السّلامِ |
يُظــلُّهُ خورُ المَـــــآلْ ..؟ |
أوَ لمْ يكنْ في دمْعِها |
ما يستُــرُ السّوءاتِ |
يكشفُ ما توارى |
أوْ تنامى |
في دهاليزِ التّماحُكِ .. |
و الجدالْ ..؟ |
أمْ هكذا .. |
تنمو المواقفُ في اعــوجاجٍ |
ثُــمّ نجلسُ للتباحثِ |
في استقاماتِ الظّـــلالْ |
أوَ لمْ يعُدْ ما يُحرجُ الأطفالَ |
حين حجارةُ الغضبِ المُــقدّسِ |
تستحيلُ متاحفاً للعرضِ |
سلْــماً |
لا صِــراعَ |
و لا قتالْ ..؟ |
* * * |
علّقْ سؤالكَ |
في مشاجبِ صمتهمْ |
ثُــمّ انتظرْ .. صمتاً |
يكرّسُ للفجيعةِ في المُحالْ |
فالصّمتُ أنتَ خبرتَهُ |
ظلُّ ارتكازِ الغيرِ صحواً |
حينَ يُحرجُهُ السّؤالْ |
قد كان مرهوناً |
لفكرةِ ضــدّنا |
كيف استحالَ إلى التّشابُهِ |
في المثالْ !! |
زدهمْ مقاماً |
في بشاشةِ حزننا |
فرداً |
تقاومُ أن تكون من الرّجالْ |
هــدفٌ لخطوكَ |
خرطةٌ بحدودها |
تمتــــدُّ |
أبعدَ من مصبّاتِ التّساومِ |
هكذا .. |
تبدو قريباً |
في تفاصيلِ النّضالْ |
تمشى .. |
بغيرِ خطاكَ |
ترجعُ |
هكذا .. |
تعبتْ صواكَ من التّلفّتِ |
و الإشارةِ |
أدركتْ قدماكَ |
أنّ البعضَ |
تلْبَسُهُ النّـــــعالْ |
مملكةُ حروفِ العـــلّةْ |
خُـــذْ من شخصِكَ |
شخصــــاً |
و افرضْ أنّكَ .. |
حرفٌ مَا |
سينٌ .. |
شينٌ |
صادٌ .. |
خُـــذْ ما شئتَ |
- بغيرِ حروفِ العـــلّةِ - |
حرفَ هجـــاءْ |
أُدخلتَ لزمنٍ |
كانت فيهِ حروفُ العلّةِ |
- فرضاً - |
تحكُــمُ |
تمنحُ لقمَ العيشِ |
و جرعَ الماءْ |
فقيلَ .. |
و للمفرُوضِ عليهم |
بذلُ الطّـــاعةِ |
كلُّ السّـــذجِ |
و الدّهــــماءْ |
( كونوا صــــــفّاً .. ) |
كنّا صــفّـاً |
صارَ بطولِ الوهــمِ |
سرابٌ للبُسطاءْ |
ها نحنُ الآن .. |
بصفِّ الخبزِ |
بأمرِ اليـــــاءْ |
طـــالْ الوقتُ |
فقالَ الضّـــادُ |
و كان جريئاً جـــدّاً |
( كيف نُحكّــمُ فينا حرفَ العلّةِ |
حرفُ العلّةِ كالحرباءْ .. ) |
نظرَ إليهِ الألفُ مليّــاً |
بصقَ بحقدٍ |
مسحَ الذّقنَ |
و رفعَ الأنفَ |
وقالَ بإستعـــلاءْ : |
( طابـــورٌ خامسْ .. |
يا جبناءْ |
يا ضادُ .. |
ألستَ من المدفُوعِ إليهم |
و الأجراءْ |
بعتمْ شرفَ الكلمةِ |
صرتم تبعاً |
للدُّخــــلاءْ ! ) |
سكتَ الـ(كُلُّ) لزمنٍ |
جاوزَ عُرفَ المُمكنِ |
خطَّ الصّـــدقِ |
و لامسَ عريَ الأزمةِ |
و المأساةْ |
من بينِ ثنايا الرّهــبةِ |
طفقَ السّــينُ يحاورُ واواً |
فرضَ لفرضِ الأمنِ |
و عــدِّ النَّفَسِ .. |
المرسلِ في الصُّـــعداءْ |
( ألستَ |
و لمّــا كانَ العدلُ |
بحالةِ نصبٍ |
قمتْ بلبسِ قناعِ الياءِ |
بدونِ حيـــاءْ ) |
نظرَ إليهِ الواوُ .. |
بطرفٍ نعسٍ |
غازلَ بالألوانِ الخـــدَّ |
جهاراً |
هــزّ الذّيلَ |
وقالَ بغــنجٍ : |
( محضُ هــــراءْ ! ) |
صرخَ الياءُ |
وأرغي |
زبــداً .. |
ناراً .. |
حقــداً .. |
شــرراً |
( إنّــا .. |
نحكمُ رغمَ الأنفِ |
و نسحلُ حــدَّ الحتفِ |
أيا جبـــناءْ |
نزرعُ هـــلعاً .. |
نبني سجـــــناً .. |
نهتــــكُ عرضـــاً .. |
نطمسُ كل ضيـــاءْ ! ) |
و أمرَ الألفَ |
بســنِّ النّصلِ |
ورفــعِ السّــــوطِ |
و نصبِ مشانقَ للشُّـــــرفاءْ |
قالَ السّـــينُ |
و فتئ يحاورُ |
( حتـــــماً سوف …. ) |
و لمّــــا يكملُ |
جاءَ الـــردُّ |
هُتـــافاً |
داوٍ |
يَصرخُ : |
( لا ) !! |