نعيٌ مبّـكر .. لموتٍ مؤجّـلْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دعْ عنكَ | إشكالَ التّــواردِ في الخواطرِ | فكرةَ التّــسديسِ | في جمعِ الحواسْ | ما غنَّى طيرٌ للحبيبةِ | وقتما صنعوا لها جسداً | إلــهاً | من نُثارِ الشّعرِ | قالتْ : لا مساسْ | تعبّــئنا إذن | كبسولةً للوقتِ | تُــفتحُ حالما نلجُ الصّــراطَ | مظارفاً من قبضةِ الوعدِ | القِصَاصْ | تعبّــدنا بذكرِ الغيب شعراً | ثُــمّ قمنا في وثاقِ النّـــارِ | برداً | نفتحُ الباب القديمَ | و لا مناصْ | لا مناص الآن من شعرٍ | يــبعّدُ | أو يعــبّدُ شارعَ الأعصابِ | يخرجُ من قميصِ الذّاتِ | يدخلُ في عميقِ الإختصاصْ | الشّعرُ مسئولٌ إذن | عن ورطةِ التّحديقِ في الأشياءِ | نسجاً للعمومِ | وقدرةَ الإشراقِ | في معنى الخواصْ | * * * | إطرحْ علىّ سؤالكَ | المنفوثَ من تبغ الفضولِ | تجاوزاً | أو هكذا .. | لا تسألوني عن هوى الشّعراءِ | قد قالوا : | ( خَلاصْ ) | لا تسألوا لغةً | تُجادلُ حرفَها | فيُجيبُها ظـــنّاً تردّدُ | حسبما جاءت بهِ | في حزنِ أقلامِ الرّصاصْ | أوَ لا مناصْ | بالشعرِ قُلْ | فالشّعرُ .. هندسةُ الفُــجاءةِ | من صراعِ الذّاتِ في الفوضي | وبعثرةِ الحواسْ | بالشّعر ..؟ | أىْ | للشّعرِ أن يغدو مشاعاً | مثل ضوءِ الشّمس | والخبزِ | المساكنِ | والقِصاصْ | بالشّعرِ ..؟ | لو | لكنّما حرفي ترمّــزَ | ساعة الإفصاحِ | جاءَ كما يُقالُ .. | ( القولُ خاصْ ) | للعلمِ .. | هذا القولُ .. خاصْ | خاصٌ بطعمِ تفــرّدِ الوخزاتِ | في عصبِ التّــنبُّهِ | وانفعالات الذّواتْ | أهذا على دَرَجِ انسلاخِ الذّاتِ | في كينونةِ التأطيرِ إذعانــاً ؟ | و لاتْ | * * * | قُلتمْ .. | و قلْــنا | ما اكتفينا من مُشاجَنةِ الحروفِ | بذاتِ صبِّ الزيتِ | في عصبِ الغناءِ | فكلّما لمعَ التّــفرّدُ | راودتني جذبةُ الإشراقِ شوقــاً | و اقشعــرّتْ في دمي | كلُّ الكـــراتْ | فإذا أنا .. | نفسُ المعادلةِ القديمةِ | لانتصابِ الطّــين | في الجسدِ الميـــاهِ | ورغبةُ الإبصارِ في كلّ الجهاتْ | زورةُ الأحلامِ صحواً | و انطلاقُ مدارجِ الإيـــقاظِ | ضــدّاً للتّكلُّسِ و الثّــباتْ | أحتاطُ للرؤيا بصحــوٍ نابــهٍ | أعني .. | أعــبّدُ برزخاً بينَ التّشتتِ | و ارتباطِ أواصرِ التّعميقِ | في شكلِ الصّـــلاتْ | أو مثلما قد كان قبلاً | من حكايات التّــطلُّعِ | و اشتباهِ نواظرِ الإيغالِ | في كلّ انفـــلاتْ | قدري تحــقّقَ في دمي أزلاً | أُطــوّعُ إنْ تعصّى | أو تأبّى | أو دنا للقطفِ عُمُري | أعلم الآنَ يقيــناً | أنّ بعضاً من نهايات الحياةِ | يكونُ في بدءِ المماتْ | أجتازُ .. | ما وسعتْ خطايَ | و لربّما تتســرّبِ الأشــياءُ | من ثقبٍ بقلــبي | قدْ يضئُ لبرهــةٍ | أفكلما خفــقتْ بقلبيَ نبضةٌ | فــرحاً يصيحُ الموتُ : | هـــــاتْ | |