عذيري من الدنيا وإن أظهرت وُدّاً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عذيري من الدنيا وإن أظهرت وُدّاً" | " فكم أعقبت همّاً وكم أضمرت حِقدا |
تجلىّ على عين اللبيب جمالها" | " فيلحظها شزراً ويوسعها زهدا |
تهافت هذا الناس حول حطامها" | " وما حصلوا إلا التأسف والكدّا |
ومن سرَهَّ أن لا يرى ما يسوؤه" | " فلا يتخذْ شيئاً يخاف له فقدا |
وكل لهم فيها صبابة عاشق" | " ومعشوقهم يفنى وعاشقهم يردى |
يشيّعه محبوبُه نحو قبره" | " فيرجع عنه وهو يستبدل اللحدا |
ومن أصبحت محبوبَه حَسَناتُه" | " فتؤنسه ميتاً وتلقى به الخلدا |
ومن خاف مولاه وصدَّ عن الهوى" | " غدت طاعة المولى مَقرّاً له رغدا |
وما نَفْعُ شيءٍ عَزّ أنتَ تضمه" | " إذا لم يكن لله تنفقه قصدا |
فما عندنا يفنى وما عند ربنا" | " من العرف يبقى إذ نوجهه وَفدا |
وليسَ الذي فاق الأنام بثروةٍ" | " وأصلٍ شريف كان أكرمَهم عدّا |
ولكنه من يتّقِ الله ربَّه" | " وإن كان زنجياً فأكرمهم عبدا |
وما فات من دنياهمُ لا يهمهم" | " إذا أثبت المولى لهم في التقى عهدا |
رأوا زهرة الدنيا تزول بسرعة" | " فمالوا إلى الأبقى فطاب لهم وِردا |
وفي أنفس الناس العداوة والقِلى" | " وقد قسّم المولى معيشتهم رِفدا |
وأصل تقاليهم هو الحَسد الذي" | " غدا خمر الكِبرْ الذي يهلك العبدا |
ومن ذا الذي أولاه مولاه نعمةً" | " فحوّلها عنه أخو حَسَد جدّا |
لقد غرس الشيطان فيهم عداوة" | " وقد عَرَفوه أنه لهمُ أعدى |
ألم يصرفوا عنهم عَداوتهم إلى" | " عداوته حتى يكونوا لهُ ضدَّا |
وغاية مسعاه وأصلُ اجتهاده" | " غوايتهم كيلا يخوض اللَّظى فردا |
لقد قدَّر الرحمن أرزاقَ خلقه" | " وحدَّ لأيٍّ شاء في رزقه حدَّا |
وما دابّةٌ إلاَّ على الله رزقُها وخ" | " اب الذي من غيره يبتغي الرفدا |
وكيف يُذِلّ المرء نفساً لِلُقمةٍ" | " يحاولها من مِثله يَبذل الجهدَا |
ولو أخلصُوا حق التوكل صادفوا" | " بلا سبب رزقاً من الله ممتدّا |
ولكن على الآلاتِ والخلقِ عوّلوا" | " فجاء لأجل الخلق رزقهم كدَّا |
وخاتمةُ الأمر الخلاصُ فمن حَظِي" | " به منحةً يستوجب الفوز والحمدا |