رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما | في ابتهاج وهوى منقسما |
مثل غصنين بروض الخصب لم | ينبتا كَرْماً ولكن كَرَمَا |
فسعى بينهما الدهر ولم | يَدُم الدهر لخلق سَلَما |
فغدا ذلك من ذا نافراً | والهوى يفري الحشى بينهما |
كم دلالٍ أظهر الجذوة من | ذي جمال وهو في القلب كما |
فاستطالا شُقَّةَ الهجر وما | فاه كل بِعتابٍ كَلِما |
رَأَيَا الصَّبْرَ على حكم الجفا | صبِراً فاستظهرا ما كتما |
كتب البعض أرى مآءً وبي | وأَتى البعض ترقب مظلما |
فرآه إذ أتى مضطجعاً | والكرى في مقلتيه استحكما |
وارتجى يقظته للوعد إذ | قَبل الوجنة منه والفما |
نثر الريحان في لَبّتِه | فغدا عقداً به منتظما |
سَار عنهُ وهو في رقدته | وبقي الطيب عليهِ معلما |
راح غضبان عليه قائلاً | ليس هذا من فعال الكُرمَا |
كب حُبٍّ لم يؤيَّد بالوفا | فهو دعوى فاضحٌ للنُدَمَا |
إنما المخلص لا تأخذه | سِنَةٌ وقتَ حبيبٍ قدما |