والآن ها قد قطعنا الشوط يا وطني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
الآن يا وطني أوقَدتَ قنديلَكْ | جفّفتَ دمعَكَ أو جفَّفتَ منديلَكْ! |
الآن صار الأسى والدمعُ ليس لـهُ | معنىً.. تريدُ خَليّاً كي يُغنّي لك! |
وأنتَ حجمَ الغِنا والحبِّ يا وطني | لكنَّما كدتَ تُنسيني مَواويلَك! |
لقد حملتُكَ جرحاً ناغراً، ودماً | وأدمُعاً.. وبَلى، أدري هلاهيلَكْ |
لكنّني قَطُّ لم آنَسْ بهنَّ سوى | على مواكبِ مَن شالوا أكاليلَكْ! |
كان الأسى كبرياءً لا يطاوعُها | دمعٌ.. بهلهولةٍ كنّا نُعرّي لك |
أوجاعَنَا كلَّها.. حتى قصائدُنا | كانت تُهلهِلُ زهواً وهي تبكي لك! |
والآن.. ها قد قطعنا الشوطَ يا وطني | وزهُونا كلُّهُ يشتاقُ تقبيلَكْ |
لكنَّ جذرَ الأسى ما زال في دمِنا | لطولِ ما دُمنا ساقى بلابيلَكْ |
فلا تُعاتبْ دموعاً أنت صاحبُها | يا طالما جَريُها حنَّى أناميلَكْ! |
هذي دموعُ الرِّضا والحبِّ يا وطني | عيونُها دائماً كانت قناديلَكْ |
وأنت كحَّلتَها بالضَّوءِ أجمعِهِ | فكيف أجفانُها تنسى مَكاحيلَكْ؟ |
يا كلَّ ما للعراقيّين من شرفٍ | متى مجاهيلُنا تلقى مَجاهيلكْ؟! |