أرشيف المقالات

قالوا صغير!

مدة قراءة المادة : دقيقة واحدة .
قالوا صغير!
قَالُوا صَغِيْرٌ، قُلْتُ نَحْنُ صِغَارُ
هُو أُمَةٌ، وعَدُوُهُ أَصْفَارُ

هُو قَامَةٌ لا طَوْدَ يَعْدِلُهَا وَلا
فِي سَاحَةِ الهَيْجَا لَهُ مِعْيَارُ
هُو آَيَةٌ، هُو رَايَةٌ، هُوَ فَيْلَقٌ
هُو فِي النِّزَالِ عَرَمْرَمٌ كَرَّارُ
أَوَمَا رَأَيْتُمْ حَجْمَ كَبْوَتِهِ وَقَدْ
أَرْدَاهُ أرضًا في العَرَاءِ عِيَارُ
وَيَقُومُ يَنْتَفِضُ الهِزَبرُ فما له
دُوْنَ الشَّقِيْقَةُ جَمحةٌ، وَقَرَارُ
وقُبَيْلَ أَنْ تَلْقَى الكُفُوفُ حَبِيْبَةً
وقُبيل مَأواهَا الرَّهَيْبُ يُحَارُ
لمَّا يُعَاوِدَهُ الرَّصَاصُ بِطَلْقَةٍ
أُخْرَى فَتُرْدِيْهِ وَلَا يَنْهَارُ
لله مَا أَقْوَى الغُلامَ وَإِنَّهُ
أُعْجُوبَةٌ سَارَتْ بِهَا الأمْصَارُ
حَمَلَ العَزِيْمَةَ بَيْنَ كَفَّيْهِ فَلَمْ
أَرَ مِثْلَهُ لَمْ تَثْنِهِ الأعْذَارُ
وَرَصَاصُ مَلْعُونٍ يَهُزَّ عُيُوْنَهَ
تَتْرَى عَلَيْهِ كَأَنَّهُ أَمْطَارُ
فَتَرَاهُ يَكْسِرْ وَاثِبًا أَرْتَالَهُمْ
وَيَمُدَّ كَفًّا حَانِيًا وَيَغَارُ
هَيَّا أُخَيَّةُ لا تُرِيْهِمْ ضَعْفَنَا
بِاللهِ قُوَّتُنَا فَهَلْ نَنْهَارُ
قَفَلوا كَأَنَّ مَسِيْرَهُمْ فِي رَوْضَةٍ
كَفًّا بِكَفٍّ حَوْلَهُمْ أَزْهَارُ
الخَوْفُ صَارَ بِقَبْضَةِ الأسَدِ الْهَصُور
 كَبَلْسَمٍ لَمَّا أَتَى الإِصْرَارُ
إِيْمَانُهُمْ بِاللهِ صَارَ مِظَلَّةً
عَنْ سَيْلِ حَقْدٍ صَبَّهُ الفُجَّارُ
يَا ربُّ مَشْهَدُهُم يَجُولُ بِخَاطِرِي
والشِّعْرُ فَرَّ وَفَرَّتِ الأشْعَارُ
وَدَنَا الشُّعُورُ بِعِزَّةِ الإسْلَامِ فِي
زَمَنِ الغُثَاءِ فَمَا لَنَا نَحْتَارُ
واللهِ لَوْ صِرْنَا بِعَزْمِ صَغِيْرِنَا
هَذَا نَسُودُ وتُذْعِنُ الأمْصَارُ
فِي مِثْلِ هَذَا الطِّفْلُ أَلْفُ رِسَالَةٍ
مِنْ مِثْلِهِ يَتَعَلَّمُ الأبْرَارُ
 
فيصل بن إبراهيم الطريقي

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢