أرشيف الشعر العربي

قيثارَتي لَم أُلَطِّخها بِأَقذارِ

قيثارَتي لَم أُلَطِّخها بِأَقذارِ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
قيثارَتي لَم أُلَطِّخها بِأَقذارِ عَلى طَوافي بِها في بُؤرَةِ العارِ
عَذراءُ تَتَّهِم العُرّى بكارَتها في كُل خَمّارَة أَصغَت لِأَوتاري
وَكُلُّ قاذورَة تَرقى بِعورتها إِلى لسانٍ ذَريف الخُبثِ سَيّار
تَنكّر الخفر المَمسوخ في دَمها يَزخرف عاقِر في مَنطِق عارِ
أَوتار قيثارها الموبوء فاجِعَة كَأَنَّها حَيَّة لاذَت بِقيثارِ
أَفعى أُصيبَت بِحمّى المَجدِ فَاِنقَلَبَت مِن كَهفِها مِزَقاً سَكرى عَلى الغارِ
إِبليسُ خُذ هذِهِ العَرّى فَإِن بِه ما في جَحيمِك مِن زَفت وَمن نارِ
خُذها إِلَيكَ وَعَقِّمها فَلا حَبَلَت أُنثى مِن الأنس بِالكِبريتِ وَالقارِ
كَم شاعِر خبثَت فيهِ عَرائِسُه فَراحَ يُملي بِأَنياب وَأَظفارِ
مِن المَواخيرِ أَو حينَ الجَمال لَهُ مُعَرَّف الشَهوَة السُفلى بِأَزهارِ
وَجئنَه بِأَكاليلِ مُفَجَّعَة نَمَت سموماً عَلى حافاتِ أَوجارِ
تاج مِن الدَرك الأَدنى يَطوفُ بِهِ عَلى الخَفافيشِ في أَشلاءِ أَطمارِ
تَسيرُ في رَكبِهِ الأَقزامُ حاشِيَةٌ قامَت لِتَأييدِهِ في مُلكِهِ الهاري
تَهَتَّكَت سُخُرِّياتُ الخُلودِ بِهِ فَصاحَ تِلكَ عَلى الأَجيالِ آثاري
لا يَضمر الحُبُّ إِلّا في مَحاجِرِه فَعَينه لِلهَوى وَالقَلبُ لِلثارِ
إِبليسُ خُذه وَعَقِّمهُ فَلا نَشَأَت مِن صُلبِهِ أُسرة شَوهاء في دارِ
كَم عاشِقٍ راغَ مِن عَذراء طاهِرَة عُلَّت مِن المَلَإِ الأَعلى بِأَنوارِ
باكورَة الحُبِّ أَبقى في مَراشِفِها ثَديُ السَماءِ رَضاعَ الفاطِرِ الباري
حَتّى إِذا أَدنَأَت فيهِ وَفاجَرَها وَقامَ يَطرَحَها عَن جِسمِهِ الضاري
أَهوَت عَلى يَأسِها وَاليَأسُ يَنخَزُها إِما الضَريحُ وَإِما العارُ فَاِختاري
وَكَم وَليّ رَعى شَعباً فَأَهلَكَه تَرغي عَلى زُهدِهِ أَرياقُ عشّارِ
وَحاكِم سَفَلَت فيهِ وَداعَتَهُ فَأَظهَرَت حَملاً في قَلبِ جَزّارِ
إِبليسُ خُذهُم جَميعاً في بَراقِعِهِم وَاِرفَع جَناحَك عَن أَبكارِ أَوتاري
خُذهُم إِلَيكَ فَلا عادَت سُلالَتَهم وَعَقِّمِ النارَ يا إِبليسُ بِالنارِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الياس أبو شبكة) .

أَميرَ الشِعرِ لا نورٌ وَحقُّ

لَقَد مَرَّ بي أَمسِ بِالصُدفَةِ

في رَبيع الحَياةِ حُلوُ الخِصالِ

إِنفِ عَنكَ الأَحزانَ وَالحَسراتِ

أَيا قُبلَةً مَرَّت عَلى ضَفَّتَي في


روائع الشيخ عبدالكريم خضير